أعلن ديوان رئيس الحكومة بعد منتصف الليل (الثلاثاء) أن طاقم الوزراء السبعة الذي اجتمع لمناقشة صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" "أصدر تعليمات إلى الفريق المفاوض طلب منه فيها مواصلة الجهود الآيلة إلى إعادة ]الجندي الأسير[ غلعاد شاليط إلى البيت سليماً ومعافى". وقال مصدر قريب من المفاوضات لوكالة رويترز إن الرد الإسرائيلي سلم إلى الوسيط الألماني، وإن الرد سيصل إلى "حماس" هذا اليوم. ولم يدل المصدر بأي تفصيلات عن مضمون الرد الإسرائيلي.
ويواصل ديوان رئيس الحكومة فرض تعتيم شديد على مناقشات طاقم الوزراء السبعة. ومع ذلك، قالت مصادر مطلعة مساء أمس إن القدس معنية بعدم إطلاق "قتلة من العيار الثقيل" [وإبقائهم] في الضفة الغربية، وتريد إبعادهم إلى قطاع غزة أو إلى دول أجنبية. وهذا الموقف، الذي يؤيده عدد من الوزراء ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك) نابع من خشية حقيقية من قيام هؤلاء الأسرى بترميم البنى التحتية الإرهابية والسياسية لحركة "حماس" في الضفة واستئناف الكفاح المسلح والعمليات التفجيرية ضد المدنيين الإسرائيليين والمستوطنين والسلطة الفلسطينية.
وقد دعي الوزراء إيهود باراك وأفيغدور ليبرمان وموشيه يعلون وبنيامين بيغن ودان مريدور وإيلي يشاي إلى الاجتماع مساء أمس للمرة الخامسة خلال يومين. واشترك رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي في المناقشات أيضاً. ومساء أمس بدا أن الوزراء باراك ومريدور ويشاي ورئيس هيئة الأركان أشكنازي يؤيدون الصفقة، وأن رئيس الموساد مئير دغان والوزراء يعلون وليبرمان وبيغن يعارضونها. وفي جميع الأحوال، فإن إقرار الصفقة بصورة نهائية يتطلب عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، أو الحكومة بكامل هيئتها.
ويمكن القول إن الرد الإسرائيلي في هذه المرحلة هو، كما كان متوقعاً، "نعم، ولكن...". فقد ردت إسرائيل بالإيجاب على الصيغة العامة [للصفقة] التي عرضها الوسيط الألماني في نهاية الأسبوع الفائت. أما الجزء الذي يتضمن تحفظاً في الرد الإسرائيلي فيتعلق بقائمة أسماء "الأسرى من العيار الثقيل" الذين تطالب إسرائيل بإبعادهم إلى غزة وإلى الخارج.
إن الرد الذي سلم إلى الوسيط الألماني لا يتضمن مرونة كافية لمواصلة تقليص الفجوات بين موقفي إسرائيل و "حماس" في موضوع إبعاد الأسرى إلى غزة أو نفيهم إلى الخارج. لكن من الجائز الافتراض أن "حماس" لن تقلب الطاولة رأساً على عقب، وأنها ستواصل المفاوضات، لأن لديها مصلحة كبيرة في إتمام الصفقة. إن ساعة الحسم لم تحن بعد، لكنها ستأتي عما قريب.