من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن مداولات طاقم الوزراء السبعة، أول من أمس وأمس، في شأن "صفقة شاليط" تدل على شدة المعضلة التي تواجهها المؤسسة السياسية في إسرائيل. ويبدو أن التعادل بين أصوات الوزراء الأعضاء في هذا الطاقم نقل الحسم إلى ملعب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
· في الوقت نفسه لا بُد من القول إن هذه المداولات جاءت متأخرة ثلاثة أعوام ونصف العام. فمطالب "حماس" ليست جديدة، والمفاوضات الطويلة والمضنية أوضحت أن هناك سقفاً للتنازلات لدى الجانبين. ويبدو أن الإخفاقات خلال المفاوضات التي جرت إبان ولاية رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، والمماطلة في أثناء ولاية نتنياهو الحالية، أضافت عبء السياسة الحزبية والضغوط الشخصية إلى هذه المفاوضات، الأمر الذي جعل قرار الحسم ينتقل إلى جمهور الشارع.
· إن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها غسل يدها من هذه القضية والادعاء أنها "فعلت كل شيء" في سبيل الإفراج عن شاليط. صحيح أنها فرضت حصاراً قاسياً على غزة كوسيلة ضغط، غير أن الثمن الباهظ لهذا الحصار دفعه السكان المدنيون لا حركة "حماس". وعملية العسكرية الكبيرة التي شنتها على غزة لم تدفع عملية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي خطوة واحدة إلى الأمام، واضطرت في نهايتها إلى العودة إلى المفاوضات.
· في الوقت نفسه لا يوجد أي مسوّغ جديد بين جملة الاعتبارات الإسرائيلية الأمنية والعامة، من شأنه أن يبرر توتير أعصاب الجمهور الإسرائيلي العريض وعائلة شاليط، وتعريض حياة الجندي الأسير للخطر. إن أمن إسرائيل ليس مرهوناً بعشرة أو عشرين أسيراً فلسطينياً سيتم الإفراج عنهم [في إطار صفقة التبادل]. كما أن سمعتها لا تُقاس بمدى قدرتها على محاربة "الإرهاب"، مثلما أن فشلها لا يُقاس بصرخات الانتصار التي ستطلقها "حماس" لدى استقبال الأسرى الذين سيُفرج عنهم.