حماسة إسرائيلية لخطاب أوباما، وقلق لعدم طرحه رؤية سياسية
المصدر

 

  • على الرغم من الحماسة الإسرائيلية لخطاب الرئيس الأميركي المؤيد من دون حدود للموقف الإسرائيلي، فإن عدم اشتمال الخطاب على رؤية للحل كان موضع تساؤل وقلق لدى بعض المعلقين. فكتب المراسل السياسي لصحيفة "معاريف" (23/9/2011) نداف أيل: "من الصعب القول بعد الخطاب الأخير للرئيس الأميركي إن أوباما لا يلتزم الدفاع عن إسرائيل، فخطابه في الأمم المتحدة كان واضحاً وقاطعاً إلى حد أن أفيغدور ليبرمان قال أمس أنه يوافق على كل كلمة وردت فيه. لقد أراد أوباما إسكات كل الذين يتهمونه بالوقوف ضد إسرائيل، وفعل ذلك بكلام واضح ومباشر تسبب بانهيار الموقف الفلسطيني وأدى إلى خلاف مع أوروبا [....]. لقد كان من الصعب جداً أن يوافق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على خطاب لا يذكر إلاّ معاناة الأطفال الإسرائيليين، ولا يأتي على ذكر الاحتلال. صحيح أن بوش قبل إعطاء أريئيل شارون صلاحية إجراء ‹تغييرات على الأرض› (ضم الكتل الاستيطانية)، لكنه كان أول رئيس أميركي يقترح خريطة طريق للدولة الفلسطينية."

     
  • وأضاف أيل: "تحدث أوباما في خطابه عن الماضي والحاضر، من دون أي كلمة عن المستقبل، وأدرك الجميع أن الإدارة الأميركية فشلت في دفع العملية السلمية قدماً. ومما لا شك فيه أن الخطاب شكل إعلان وفاء لإسرائيل، لكنه شكل أيضاً تخلياً عن فكرة التوصل إلى حل في وقت قريب، وهذا الأمر قد يُفرح بعضاً منا، لكن هناك من سيحزن لذلك."
  • واعتبر بعض المعلقين الإسرائيليين أن التحول الواضح في مواقف أوباما لمصلحة إسرائيل وضد الفلسطينيين هو دليل على "انتهازية سياسية". وهذا كان رأي البروفسور أبراهام بن تسفي الذي كتب في صحيفة "يسرائيل هَيوم" (23/9/2011) أنه: "على الرغم من اليد الممدودة الصادقة وحرارة اللقاء بين المسؤولين الأميركي والإسرائيلي في نيويورك، فإن انتهازية باراك أوباما يجب أن تثير قلق إسرائيل على المدى البعيد، وذلك في حال نجاحه في الحصول على ثقة الأميركيين لأربعة اعوام جديدة. فالرئيس الذي يظهر هذه الحساسية الكبيرة تجاه الضغوط الداخلية، من الممكن أن يغير تفكيره ونهجه في حال تغيرت الأوضاع، وأن يتبنى خطوات سياسية على حساب إسرائيل."

     
  • وأشارت صحيفة "هآرتس" في تقرير لمراسلتها إلى الأمم المتحدة (23/9/2011) أنه على الرغم من الجهد الذي بذله الرئيس أوباما للوقوف إلى جانب الحكومة الإسرائيلية، فإن ردات فعل التنظيمات اليهودية من الخطاب لم تكن متشابهة. ومما جاء في التقرير: "أعلن المجلس اليهودي الديمقراطي، الذي يكافح في هذه الأيام للحصول على الصوت اليهودي، أن خطاب أوباما يجب أن يؤدي إلى زوال كل الادعاءات التي تشكك في تأييد الرئيس لإسرائيل التي بات لها اليوم أفضل صديق في العالم. كما أعربت منظمة إيباك عن تقديرها لوقوف الرئيس الأميركي إلى جانب إسرائيل في وجه التهديدات اليومية التي تواجهها."

     
  • لكن في الجهة اليسارية من المشهد السياسي بدا الإحباط واضحاً. فقد رأت رئيسة منظمة "الأميركيون من أجل السلام" أن الرئيس الأميركي، على الرغم من إعلان تأييد الولايات المتحدة للسلام، لم يقدم أملاً كبيراً للإسرائيليين والفلسطينيين بإمكان تحقيق ذلك. أمّا منظمة "جي ستريت" اليسارية فدعت أوباما إلى تحويل الأزمة إلى فرصة للدعوة إلى مفاوضات. واتهمت المنظمة اليسارية التي تحمل اسم "الصوت اليهودي من أجل السلام" باراك أوباما بأنه يرغب في إعادة انتخابه لمرة ثانية في سنة 2012، ولهذا السبب لم يتخل عن المنطق السليم فحسب، بل تنازل أيضاً عن الدفاع عن المصالح الأميركية، وعن المصالح الإسرائيلية البعيدة الأمد."