مستقبل أبو مازن السياسي على المحك
المصدر

 

  • في هذا الإطار، رأى البروفسور إيال زيسر، في صحيفة "يسرائيل هَيوم" (23/9/20)، أن لحظة الحقيقة بالنسبة إلى أبو مازن اقتربت، وكتب: "لقد منيت الاستراتيجيا الفلسطينية التي مورست في الأشهر الأخيرة بفشل ذريع، وذلك عندما اتضح أن التهديدات الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة لم تُخضع إسرائيل، ولم تؤد إلى قبول زعمائها بالمطالب الفلسطينية. كذلك لم تحقق هذه الاستراتيجيا للفلسطينيين إنجازات يستطيعون التباهي بها دولياً، وإنما على العكس، فقد عمقت الالتزامات الأميركية تجاه إسرائيل، وساهمت بطريقة غير منتظرة في تعزيز قوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو داخلياً وعلى الصعيد الأميركي."

     
  • وتابع زيسر: "كان من المنتظر أن تلحق نقاشات الأمم المتحدة ضرراً كبيراً بإسرائيل، إلاّ إن وقوف الرئيس الأميركي إلى جانبها قلص نسبياً من ذلك، علماً بأن الضرر الذي يمكن أن يلحق بإسرائيل لن يجعل الفلسطينيين يتقدمون مليمتراً واحداً في اتجاه تحقيق هدفهم. إن كل ما تبقى هو انتظار ما إذا كان محمود عباس سينجح، في خطابه أمام الأمم المتحدة اليوم، في التراجع بطريقة لائقة عن مواقفه وفي المحافظة على زعامته ورئاسته للسلطة، أم أن خطابه سيكون بمثابة سقوطه الرمزي ونهاية حياته السياسية كقائد للشعب الفلسطيني."

     
  • من جهة أخرى، حمّل المعلق في صحيفة "هآرتس" (23/9/2011) أري شافيط كلاً من أبو مازن وأوباما ونتنياهو مسؤولية تضييع الفرصة الذهبية خلال الأشهر الثلاثين الماضية من دون طرح أي مبادرة سياسية حقيقية كان يمكن أن تحول دون الوصول إلى الوضع الحالي، وكتب: "لقد كان لدى باراك أوباما ومحمود عباس وبنيامين نتنياهو فرصة ذهبية خلال الأشهر الثلاثين الماضية لم يستفيدوا منها، وذلك في ظل الهدوء الأمني الذي ساد إسرائيل، والازدهار الاقتصادي في فلسطين، والزعامة الجديدة الباعثة على الأمل في أميركا. فكل ما كان مطلوباً منهم هو بلورة فكرة سياسية مبتكرة تسمح بالتقدم نحو وضع مشروع [مقبول من الطرفين] لتقسيم أرض إسرائيل.... لكنهم لم يفعلوا ذلك. ولم يحدث من قبل أن ارتُكب هذا الكم من الأخطاء السياسية في هذا الوقت القصير والحساس. لذا فالخطة التي سيعرضها الفلسطينيون اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست مخططاً لسلام إسرائيلي – فلسطيني، وإنما هي مخطط لمواجهة جبهوية بين الفلسطينيين وإسرائيل."

     
  • وأضاف شافيط: "لقد ارتكب الفلسطينيون خطأ فادحاً في الشهر الأخير عندما وقفوا في وجه أوباما وحولوه إلى عدو لهم، فخدموا بهذه الطريقة نتنياهو. إلاّ إن نتنياهو سيعود إلى تكرار الأخطاء ذاتها، وسيعتقد أنه بعد أن نجح في ترويض الرئيس الأميركي العنيد، فإن كل شيء سيكون على ما يرام، وهذا ليس صحيحاً، فإسرائيل ليست على ما يرام، والشرق الأوسط ليس على ما يرام. من هنا، يجب إنقاذ النجاح التكتيكي الذي تحقق هذا الأسبوع عبر إبداء التسامح والشجاعة والقدرة على المبادرة والتقدم بخطة سياسية إسرائيلية. إننا نمر بلحظة تاريخية خطرة قد تؤدي إلى نهاية سبعة أعوام من حكم عباس وفياض."