التحدي الذي تطرحه الثورات العربية على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • تطرح الثورات التي تجتاح العالم العربي أكثر من علامة استفهام بشأن دور أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأهدافها، والمكانة التقليدية التي تحتلها، وما يتوقعه منها السياسيون وسائر المواطنين.
  • لقد تعودت إسرائيل على وجود الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، إذ يتخذ الحاكم القرارات بصورة منفردة وبمساعدة حلقة صغيرة من المقربين، وكان الهدف الأساسي للاستخبارات الإسرائيلية معرفة نيات هؤلاء الحكام العرب وتوجهاتهم. وقد اشتهرت أجهزتنا بقدرتها على التسلل إلى الأوساط الداخلية للحكام في الدول المجاورة، وإحباط  العمليات العسكرية التي يخططون لها، وتحديد أهداف للهجوم في حال حدوث مواجهة كبيرة.
  • ووظفت إسرائيل في هذا المجال موارد ضخمة، ولجأت إلى استخدام أفضل الأدمغة، وأكثر الأفراد شجاعة، وذلك من أجل معرفة أمر أساسي، وهو: هل ستنشب الحرب؟
  • اليوم، في العالم العربي الجديد، تتداعى الأنظمة، ويتحدث الشعب بأكثر من صوت، إذ هو يبدو غير موحد ومن دون أهداف، وهذا ما يؤدي إلى بعثرة جهود أجهزة الاستخبارات. ومن أبرز النماذج على ذلك ما يجري في ليبيا، حيث تقوم التنظيمات الإرهابية في غزة وسيناء بالبحث عن السلاح الذي كان في حيازة قوات القذافي، وبات اليوم معروضاً للبيع لمن يشاء ولمن يستطيع أن يدفع ثمنه، تماماً مثلما حدث في أوروبا الشرقية بعد سقوط الأنظمة الشيوعية.
  • إن السلاح المعروض للبيع في ليبيا هو، حتى اليوم، سلاح تقليدي، لكن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث لاحقاً. ومن المنتظر أن يجري نقل هذا السلاح عبر مصر، حيث ينشغل الحكم المحلي بمسائل أخرى غير تهريب السلاح، ومنها ينتقل إلى المنطقة الفاصلة في صحراء سيناء، ثم إلى القطاع.
  • في هذه الأثناء، لم يتغير الموقف من دور أجهزة الاستخبارات التي عليها أن تقدم تقويماتها وتحليلاتها العميقة إلى القيادة السياسية وإلى الجمهور الذي يعتمد عليها من أجل فهم ما يحدث راهناً.
  • وفي نظر أغلبية الإسرائيليين لا يمكن أن يعرف العرب الديمقراطية، إذ إن التنكيل الذي تعرض له القذافي، وفوز حزب النهضة في الانتخابات التونسية، هما دليل على مدى تخلف العرب. لذا، فإن مَن يتوقع نشوء أنظمة ديمقراطية في الدول العربية سيجد قبالته دولاً أشبه بإيران.
  • إلاّ إن قيادة الاستخبارات العسكرية توقعت هذا الأسبوع أن يكون نموذج الحكم الإسلامي في الدول العربية أقرب إلى النموذج التركي الذي يمثل الإسلام المعتدل والبراغماتي والموالي للغرب، والذي يؤمن بدولة تستند إلى الشريعة الإسلامية، لكنه لن يكون إسلاماً متطرفاً مثل نظام آيات الله.
  • وفي رأي الجيش الإسرائيلي، لا تشكل إسرائيل عنصراً مهماً بالنسبة إلى ما يجري حولها، وإنما ما زالت تشكل قاسماً مشتركاً وحساساً.
  • لقد تغيرت النظرة القديمة إلى إسرائيل، ففي الماضي كانت الأنظمة العربية الاستبدادية تستخدم العداء ضد إسرائيل من أجل حرف الأنظار عن أزماتها الداخلية، إلاّ إن هذا الأمر قد تبدل اليوم، وثمة اعتقاد داخل الجيش الإسرائيلي أن التقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين يمكن أن يشكل عامل كبح للعداء ضد إسرائيل من دون أن يؤدي إلى تغيير المشاعر الأساسية تجاهها.