بعد صفقة شاليط: ائتلاف نتنياهو في مواجهة ليبرمان وتجدد حركة الاحتجاج الاجتماعية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • سادت أجواء التفاؤل أوساط رئاسة الحكومة الإسرائيلية عقب استطلاعات الرأي التي عسكت ارتفاعاً واضحاً في شعبية نتنياهو على الصعيدين الشخصي والانتخابي في مواجهة حزب المعارضة، كاديما، وزعيمته تسيبي ليفني. إلاّ إن تجارب الحكومات الماضية تدل على أن المبالغة في التفاؤل، والتباهي بالإنجازات، قد يعقبهما تراجع غير منتظر، وضربة غير متوقعة للحكومة عبر هجمات قد ينفذها مَن أُطلق سراحهم في صفقة شاليط، أو عبر عودة الحركة الاحتجاجية التي تمر باختبار حقيقي في نهاية هذا الأسبوع، فإمّا أن تفشل فشلاً ذريعاً، وإمّا أن تنجح.
  • ومع أن نتنياهو بدا، خلال فصل الصيف، أنه خياراً فاشلاً بالنسبة إلى اليمين، إلاّ إنه تحول في فصل الخريف إلى إنجاز انتخابي يميني، إذ ساهم إطلاق شاليط والنزاع مع أبو مازن في الأمم المتحدة  في تعزيز موقعه وسط قاعدته السياسية.
  • لكن ثمة مفارقة في صفقة شاليط، فقد قامت مسيرة نتنياهو السياسية على محاربة الإرهاب بدءاً من سنة 1985، أي بعد صفقة جبريل التي عارضها معارضة شديدة، وكاد بسببها أن يقدم استقالته من منصبه كسفير في الأمم المتحدة، وكتب كتباً هاجم فيها مثل هذه الصفقات. وها هو اليوم تتخطى شعبيته كل الأرقام في استطلاعات الرأي بسبب صفقة شاليط التي تمثل النقيض الكامل لكل ما كتبه وقاله وحذر منه.
  • إن هذا المشهد يستطيع أن يلقي بعض الضوء، وأن يفسر، سلوك رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان. فقبل نحو شهر من الكلام على إقرار صفقة شاليط، بدأ ليبرمان، الذي يتمتع بحس سياسي ثاقب ويفهم المغزى العميق لاستطلاعات الرأي، هجوماً عنيفاً على أبو مازن، ودعاه إلى الاستقالة واصفاً إياه بأنه يشكل "عقبة في وجه تحقيق السلام"، واتهمه بأنه يتحرك انطلاقاً من مصالحه الشخصية.
  • لقد أراد ليبرمان أن يبدو، مقارنة بنتنياهو، أنه هو الشخص الذي يضع الشروط، والذي يقف في وجه الإرهاب من الضفة الغربية، وأنه هو الذي سيراقب عن كثب الذين أطلق سراحهم في الصفقة الأخيرة، إذ إن ما يسعى له من خلال هذه المواقف هو استعادة ناخبي اليمين . فبعد مرحلة من التردد بشأن تقديم استقالته من الائتلاف الحكومي والتسبب بسقوط الحكومة، ها هو اليوم يقوم بتحديد مواقفه. وعلى الرغم من أن نتنياهو لم يلمح إلى أنه سيقوم بمبادرات حسن نية تعيد الفلسطينيين إلى المفاوضات، فإن ليبرمان يحرص على أن يظهر نفسه بمظهر الذي يحول دون قيام رئيس الحكومة بذلك.
  • إن الرسالة الحقيقية التي يريد ليبرمان إرسالها هي التالية: أنا اليمين الحقيقي، كلمتي لا تتغير، وكما خانكم شارون، فإن نتنياهو خانكم أيضاً.