على الحكومة الإسرائيلية أن تعزز قوة السلطة الفلسطينية
تاريخ المقال
المصدر
- يتعين على إسرائيل أن تنشغل الآن بالواقع الذي نشأ في إثر تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، وأساساً بالضرر الكبير الذي لحق بالسلطة الفلسطينية جراء تعاظم قوة تلك الحركة بفضل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
- ويجدر بنا جميعاً أن نتذكر أن ضعف السلطة الفلسطينية من شأنه أن يفاقم المخاطر الأمنية المتربصة بإسرائيل، ولا سيما في ظل إطلاق سراح عشرات "الإرهابيين" الفلسطينيين إلى يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في إطار هذه الصفقة. وليس من المبالغة القول إن وجود سلطة فلسطينية قوية يشكل أفضل ضمانة لمراقبة هؤلاء "الإرهابيين" وكبحهم.
- ويبدو لي أن صفقة التبادل المذكورة لم تأخذ في الاعتبار ضرورة الدفاع عن مكانة السلطة الفلسطينية، لذا كان من الطبيعي أن يثير تنفيذها مشاعر إحباط وغضب وقلق في صفوف كبار المسؤولين في هذه السلطة، وقد نُقل عن رئيس السلطة محمود عباس قوله على مسامع أحد ضيوفه إن الإسرائيليين قرروا ذبحه.
- من ناحية أخرى فإن هذه الصفقة من شأنها أن تجعل الفلسطينيين يعتقدون أن ممارسة العنف ضد إسرائيل تفضي إلى نتائج أفضل من النتائج التي أفضت إليها سياسة السلطة حتى الآن، وخصوصاً أن مبادرتها في الأمم المتحدة ما زالت عالقة، وأن المفاوضات مع إسرائيل مجمدة، وأن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في أعمال البناء في المستوطنات.
- لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية معنية بإضعاف السلطة الفلسطينية، لذا يتعين عليها فوراً أن ترمم قنوات الاتصال مع الفلسطينيين، وأن تعمل على تعزيز قوة هذه السلطة ومكانتها، من خلال إقدامها على خطوات عينية مثل إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين، وتطوير البنى التحتية، وتقديم مزيد من التسهيلات الاقتصادية، وتخفيف القيود المفروضة على المعابر والحواجز، وتجميد أعمال البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، والأهم من ذلك كله بذل أقصى الجهود من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين في أسرع وقت ممكن.