· يطرح النزاع الدائر بين روسيا وجورجيا في القفقاس بضعة أسئلة مهمة، منها مثلاً: هل ما زال في حيازة الولايات المتحدة، برئاسة جورج بوش، أي شرعية للقيام بعملية عسكرية، أو لممارسة التأثير في أي مكان، بعد غزوها غير الأخلاقي للعراق، ورؤيتها الأحادية الجانب للعالم؟ وهل لا تزال تحظى بمكانة أخلاقية أو غيرها تستطيع بواسطتها أن تطالب المجتمع الدولي بأن ينضم إليها من أجل كبح الروس؟ يبدو أن الإجابة هي لا، والدليل على ذلك أن بوش لم يفعل شيئاً في هذا الاتجاه.
· إن الجورجيين، كالإسرائيليين، اعتمدوا على واشنطن اعتماداً كلياً، ويمكن الآن القول إن مقامرتهم هذه كلفتهم ثمنًا باهظًا. فالعالم بات أكثر تعقيداً، كما أن الولايات المتحدة نفسها ستستبدل بوش قريباً برئيس آخر، سيكون مضطراً إلى صوغ سياسة [خارجية] أكثر حكمة. ولا شك في أن هذا الرئيس الجديد سيواجه ميراثاً صعباً خلّفه الرئيس الحالي الذي اعتبرته كل من جورجيا وإسرائيل صديقاً لا مثيل له.
· إن العبرة من ذلك كله واضحة، وهي أن العصر الذهبي، الذي كانت فيه دولة عظمى واحدة، قد ولّى بعد أن أهدره جورج بوش في أمور غير صحيحة.