· يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قررت تغيير أصول اللعبة فيما يتعلق بأعمال البناء في المناطق [المحتلة]، وعدم التصرف كما تصرفت إدارات أميركية سابقة في هذا الشأن، ولذا، فقد أعربت عن غضبها جراء القرار الإسرائيلي القاضي ببناء 900 وحدة سكنية جديدة في حي "جيلو" [في القدس].
· لقد تباهى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، بالأجواء الحميمة التي ميزت محادثاته الليلية مع الرئيس الأميركي، الأسبوع الفائت، غير أن ذلك لا يعني تغيّر الرسالة السياسية، التي يصرّ أوباما على تمريرها إلى القيادة الإسرائيلية، وفحواها أنه: إذا كانت إسرائيل راغبة فعلاً في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بقيادة الولايات المتحدة، فإنه يتعين عليها وقف أعمال البناء في المناطق المحتلة منذ سنة 1967.
· إن ما يقوله كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بصريح العبارة هو ما يلي: على الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني]، من الآن فصاعداً، عدم القيام بتغيير أي شيء ميدانياً. ومن المعروف أن الإدارة الأميركية الحالية لا تعترف، أصلاً، بقرار ضم القدس الشرقية والأراضي الواقعة جنوبي المدينة إلى إسرائيل. ووفقاً لهذا الموقف الأميركي الجديد، فإن أي تغيير ميداني يجب أن يتم في إطار المفاوضات والاتفاق المتبادل فقط، لا عن طريق خطوات أحادية الجانب.
· ولا بُد من الإشارة أيضاً، إلى أن السيناتور جورج ميتشل [المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط] يحاول، منذ فترة طويلة، إقناع الجانب الإسرائيلي أن استئناف المفاوضات مع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، لن يتم قبل أن تقدم إسرائيل على تغيير أنماط سلوكها المتعلقة بالبناء في المناطق [المحتلة].
· إذا لم يحدث تغيير في الموقف الإسرائيلي فإن إسرائيل ستبقى مع عبء المناطق [المحتلة]، وستجري تغييرات بعيدة المدى لدى الجانب الفلسطيني، في مقدمها اختفاء عباس من الساحة السياسية، وسيعلن الأميركيون أنهم سيعودون إلى الوساطة فقط عندما يدرك كل جانب ما هو المطلوب منه تحديداً.
· بناء على ذلك، يمكن القول إن ساعة الحقيقة، بالنسبة إلى حكومة نتنياهو، حانت، ولا يجوز تأجيل اتخاذ القرارات الحاسمة كما يفعل رئيس الحكومة إزاء موضوعات أخرى.