المصادقة على بناء 900 وحدة سكنية في حي جيلو في القدس على الرغم من تحفظ واشنطن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس أمس على إنشاء 900 وحدة سكنية في حي جيلو في القدس، وذلك رغم معارضة الأميركيين توسيع هذا الحي الذي يقع ما وراء الخط الأخضر. وستؤدي هذه الخطة إلى توسيع حي جيلو في اتجاه قرية المالحة [الفلسطينية] بشكل ملحوظ، وستكون الـ 900 وحدة سكنية المخطط لبنائها منازل فسيحة تتألف من 4 - 5 غرف بهدف جذب سكان أثرياء نسبياً إلى الحي. وكان المبادر إلى وضع هذه الخطة هو رئيس مديرية أراضي إسرائيل، وتم إقرارها كجزء من الخطة الهيكلية لمدينة القدس، وقد صادقت اللجنة اللوائية عليها أمس، وبشكل نهائي. وتشكل الخطة مرحلة أولى في التوسيع المخطط له للحي، فهناك خطط أخرى قيد الإقرار وتتعلق ببناء نحو 4000 وحدة سكنية إضافية في حي جيلو والمناطق المجاورة له.

وقد صدرت عن الإدارة الأميركية ردة فعل حادة على خطط البناء في حي جيلو، وقال الناطق بلسان البيت الأبيض روبرت غيتس إن الإدارة في واشنطن تشعر بخيبة أمل جرّاء قرار اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء ("يديعوت أحرونوت"، 17/11/2009)، وأضاف: "في اللحظة التي نعمل فيها على استئناف محادثات الحل النهائي، فإن هذه الأنشطة تضع مزيداً من الصعوبات أمام نجاح جهودنا... لا يجوز لأي طرف القيام بأعمال أحادية الجانب من أجل فرض حقائق مسبقة على الأرض". وأضاف أن الولايات المتحدة تعارض أيضاً أنشطة أخرى تقوم بها إسرائيل في القدس فيما يتصل بالبناء، بما في ذلك إجلاء الفلسطينيين من منازلهم وتدميرها.

وأعربت بريطانيا أيضاً عن استيائها من قرار البناء، وأصدرت وزارة الخارجية بياناً جاء فيه: "لقد كانت وزارة الخارجية واضحة جداً في الإعراب عن رغبتها في التوصل إلى اتفاق تكون القدس فيه عاصمة مشتركة. إن توسيع المستوطنات على أرض محتلة في القدس الشرقية يضع صعوبات أمام التوصل إلى اتفاق كهذا، كما أن قرار البناء في جيلو خطأ ونحن نعارضه".

وكانت "يديعوت أحرونوت" نشرت صباح أمس أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل طلب من مبعوثي رئيس الحكومة الإسرائيلية الذين التقاهم في لندن وقف البناء في حي جيلو، وذلك بعد تلقيه معلومات عن عزم اللجنة اللوائية المصادقة على الخطة.

وحاولت مصادر مقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تخفيف دلالات الهجوم الأميركي والبريطاني، ولـمّحت إلى أن الأميركيين ملزمون بأن يوضحوا علناً معارضتهم البناءَ. وقالت هذه المصادر: "يعلم الأميركيون جيداً أن الموافقة الإسرائيلية على تجميد البناء لا تشمل القدس، كما أنهم يعرفون موقف رئيس الحكومة من هذه القضية جيداً، ولذا، سيكون من الخطأ النظر إلى الأقوال التي صدرت عن الأميركيين على أنها أزمة. هناك أمور أبعد من ذلك ليست ظاهرة للعيان". وأعربت المصادر عن ثقتها بأن التوتر سيزول بعد أسبوع.