· إن خطة عضو الكنيست شاؤول موفاز، من حزب كاديما، تعكس انزياحاً إلى اليسار بمقدار مئة وثمانين درجة. فهذا الرجل، الذي لم يتحدث في السابق عن دولة فلسطينية مطلقاً، يبدي استعداده للاعتراف بها، ولتسليمها السيادة على أحياء نائية من القدس، كما أنه على استعداد للتحدث مع "حماس".
· مع ذلك، فإن خطة موفاز تنطوي على أهداف إسرائيلية داخلية أكثر مما تنطوي على أهداف خارجية. فأولاً، إن طرح الخطة وضع صاحبها في مركز جدول الأعمال الوطني، خلافاً لسائر قادة حزب كاديما، كما أنه وضع منافِسة موفاز، رئيسة حزب كاديما، تسيبي ليفني، في الظل، على الأقل في المرحلة الحالية. ثانياً، طرح موفاز نفسه باعتباره منافساً لـ [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو. ثالثاً، سدّ موفاز الطريق على إمكان عودته إلى صفوف حزب الليكود، وأرسل إشارة إلى ناخبي حزب العمل واليسار في إسرائيل، الذين صوتوا لليفني في الانتخابات العامة الأخيرة، فحواها أنه يساري أكثر منها.
بناء على ذلك، فإن مواقف موفاز الجديدة تنم عن اعتبارات شخصية أكثر مما تنم عن تغيير حقيقي في مواقفه الأيديولوجية. إنه يحضّر نفسه لخوض معركة مع ليفني على رئاسة حزب كاديما.