محمود عباس ليس شريكاً للسلام لأنه لا يملك صلاحية للتوصل إلى اتفاق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو لي أن حملة "السور الواقي"، التي شنها الجيش الإسرائيلي في سنة 2002، وأعاد خلالها احتلال يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لم تؤد إلى إنهاء "الإرهاب" الفلسطيني فحسب، بل أيضاً إلى إقناع فلسطينيين كثيرين بأن "الإرهاب" لن يدفع مصالحهم قدماً، أي أنه عملياً لا يعود بأي منفعة عليهم.

·      إن أحد الأشخاص الذين توصلوا إلى هذا الاستنتاج، هو محمود عباس، الذي أصبح زعيماً للشعب الفلسطيني بعد موت ياسر عرفات. وقد أوضح عباس للفلسطينيين أن الطريق لتحقيق تطلعاتهم الوطنية كامنة في المفاوضات مع إسرائيل. وكان مجرد هذا الأمر بمثابة إنجاز كبير.

·      لكن بعد ذلك بفترة وجيزة قامت حركة "حماس" بالسيطرة على قطاع غزة، وبدأت بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على السكان المدنيين في جنوب إسرائيل. ولم ينجح عباس في السيطرة على يهودا والسامرة [الضفة الغربية] من دون وجود الجيش الإسرائيلي، وبات واضحاً أنه ليس في إمكانه أن ينفذ أي اتفاق يتم إحرازه مع إسرائيل. وبناء على ذلك، فإن المفاوضات التي أجراها [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت و[وزيرة الخارجية السابقة] تسيبي ليفني مع عباس كانت مفاوضات عبثية.

·      في واقع الأمر، فإن ياسر عرفات لم يكن شريكاً للسلام مع إسرائيل، لأنه لم يرغب في السلام معها، أمّا عباس فإنه ليس شريكاً للسلام لأنه لا يملك الصلاحية المطلوبة للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. إن الكلام عن ضرورة قيام نتنياهو باستئناف المفاوضات ربما يصلح للجدل الأكاديمي، إذ إنه لا يمكن التقدم إلى الأمام إلا عندما يقوم الفلسطينيون بترتيب بيتهم.