· من الصعب أن نتذكر، خلال العقد الفائت، وضعاً تصرفت فيه الإدارة الأميركية على نحو مهين مثلما تتصرف، في الآونة الأخيرة، إزاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. فحتى نهار أمس، أي قبل أربعة أيام من وصوله إلى واشنطن، لم يقدّم البيت الأبيض جواباً على طلبات لا حصر لها من جانب مستشاري نتنياهو من أجل عقد لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال هذه الزيارة.
· وعلى ما يبدو، فإن المسؤولين في واشنطن قرروا ألاّ يكونوا متسامحين إزاء الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو. وثمة من يقول هناك: "لقد أزعج نتنياهو أوباما عندما سرّب إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذا الأخير أخضع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس واضطره إلى سحب طلب إجراء مناقشة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تقرير لجنة غولدستون". كما أن إعلان نتنياهو عقد لقاء مع أوباما، خلال زيارته لواشنطن، هو أمر مستغرب للغاية.
· وفي تعليق لمسؤول كبير مقرّب من نتنياهو على ذلك: "صحيح أن هناك وضعاً غير لطيف، لكن يمكننا التعايش مع الواقع الذي يفرضه البيت الأبيض علينا. إن نتنياهو معني بتطوير علاقات شخصية مع الرئيس الأميركي تكون قائمة على الثقة".
مع ذلك، لم يعد سراً أن العلاقات الحميمة التي كانت قائمة بين سلفي نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون وإيهود أولمرت، وبين الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، لن تتكرر، بل إنه حتى في حال عقد لقاء بين نتنياهو وأوباما في واشنطن، فليس من المجازفة توقع أن يكون اللقاء غير حميمي على الإطلاق.