· وفقًا لما تؤكده مصادر إسرائيلية مطلعة رفضت الكشف عن هويتها، فإن عمليات تهريب الوسائل القتالية من إيران إلى لبنان وغزة مستمرة طوال الوقت، جواً وبحراً وبرّاً، ولذا، فإن السفينة الألمانية، التي تمت السيطرة عليها هذا الأسبوع، هي مجرد نقطة في بحر.
· قبل اندلاع حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006] كان الحديث يدور على قطار جوي من طهران إلى دمشق، وكانت الأسلحة تُنقل عبر البرّ من هناك إلى منطقة البقاع اللبنانية، حيث المراكز اللوجستية التابعة لحزب الله.
· وفي إبان تلك الحرب، قام أفراد الكوماندوس الإسرائيلي بعمليات كثيرة ضد قوافل تهريب الأسلحة، ونجحوا في التعرض لها، وكانوا في معظم الحالات يتلقون توجيهاتهم من سلاح الجوّ. لكن في إثر الحرب، وأيضاً عقب عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة، تطورت طرق تهريب الأسلحة بشكل كبير. فمثلاً في أيار/ مايو 2007، تم في تركيـا اعتراض قطار على متنه وسائل قتالية مهربة من طهران، حاول الإيرانيون إخفاءها عن أعين السلطات التركية. وفي الوقت نفسه، جرى توسيع نطاق عمليات التهريب عبر البحر، إلى درجة تحولت فيها إلى شبكة منظمـة.
· إن الأمر المهم هو أن حزب الله نجح، بسبب عمليات التهريب هذه، في ترميم ترسانة أسلحته من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، التي تعرضت لضربة كبيرة في أول ليلة من حرب لبنان الثانية. كما أن "حماس" أصبحت تملك صواريخ مضادة للدبابات والطائرات وقذائف صاروخية ذات نوعية جيدة، وبأعداد تفوق ما كان لديها قبل عملية "الرصاص المسبوك".
· مع ذلك، لا بُد من القول إن الأسلحة التي كانت على متن السفينة الألمانية "فرانكوب"، لا تشتمل على أي نوع من الذخيرة التي تخل بالتوازن العسكري بين إسرائيل وحزب الله. وبناء على ذلك، فإن الغاية من هذه الأسلحة هي جعل حزب الله يصمد مدة أطول في مواجهة إسرائيل، وتمكينه من إطلاق صورايخ عليها حتى آخر لحظة، وهذا هو المحك للانتصار في أي مواجهة عسكرية معنا في المستقبل.
· في الوقت نفسه، يبدو أن هناك اتفاقاً في الرأي لدى الجانبين [إسرائيل وحزب الله] على أن المواجهة العسكرية بينهما في المستقبل أصبحت حتمية، وذلك كجزء من حرب كبرى بين إسرائيل وإيران.