المواجهة بين إيران والسعودية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • يشكل الكشف عن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن دليلاً آخر على الصراع الخفي الدائر بين إيران والسعودية على النفوذ الإقليمي وعلى المكانة في العالم الإسلامي، إذ تسببت هذه القضية التي جاءت على خلفية التوتر القائم بين البلدين، بتدهور جديد في العلاقات بين الدولتين قد يحول المواجهة الخفية بينهما إلى مواجهة واضحة ومباشرة.
  • وقد برز التوتر في العلاقات بين السعودية وإيران بدءاً من آذار/مارس الماضي، عندما أقدمت السعودية على إدخال قواتها إلى البحرين لمساعدة حكامه، آل خليفة، وهم من السنّة، في قمع حركة الاحتجاج الشيعية التي اعتبرتها السعودية مؤامرة إيرانية، وذلك للحؤول دون انتقال هذه الاحتجاجات إلى المناطق الشيعية في شرقي السعودية.
  • وعندما اشتدت حركة الاحتجاج في سورية واتخذت منحى طائفياً، وقفت السعودية على رأس الدول المعارضة للرئيس الأسد، حليف إيران، وبدأت بمساعدة الثوار بصورة فعالة.
  • في الواقع، تعتبر السعودية إيران مصدراً لخطر كبير، وذلك لعدة أسباب، منها: أولاً، أن إيران تحاول أن تفرض نموذجاً عسكرياً جديداً، تتولى قيادته في الخليج، خالياً من التدخل الأجنبي، وخصوصاً الأميركي. ثانياً، اعتبار إيران نفسها الممثلة الحقيقية للعالم الإسلامي، الأمر الذي يشكل تحدياً لدور الرياض التي تعتبر نفسها "المدافعة عن الأماكن المقدسة الإسلامية". ثالثاً، سعي إيران للحصول على القدرة النووية العسكرية وانعكاسات هذا الأمر على بلورة نظام إقليمي جديد، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للرياض فيما يتعلق بموضوعات عديدة بدءاً بتأثير إيران على سوق النفط، وانتهاء بالدعم الذي سيمثله هذا بالنسبة إلى الشيعة المقيمين بالسعودية.
  • لم يشكل الشيعة في السعودية في يوم من الأيام تهديداً للنظام هناك، لكن هذا الأمر يمكن أن يتغير. ففي مطلع هذا الشهر اتهمت السعودية "دولة أجنبية" بأنها وراء الاشتباكات التي وقعت بالقرب من أكبر مصافي البترول في رأس التنور، والتي قمعتها السلطات بشدة.
  • منذ بداية الربيع العربي، سجلت السعودية إنجازات مهمة لمصلحتها في صراعها مع إيران، التي تنظر دول الخليج إليها بصفتها قوة سلبية بسبب دعمها للغليان الشيعي. كذلك، فإن السمة الطائفية التي بدأ يتسم بها هذا الصراع لا تخدم إيران التي تسعى للتركيز على الصراع ضد إسرائيل وتحويل الانتباه عن النزاع السني – الشيعي.
  • لم تظهر الثورات العربية عمق الخصومة الإيرانية - السعودية فحسب، بل فاقمتها ايضاً، إذ يبدو أن التدخل السعودي في البحرين، وحتى في سورية، موجهاً ضد إيران. إن من مصلحة الطرفين الإيراني والسعودي إعادة الصراع بينهما إلى الخفاء، لكن محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة من شأنها أن تجعل السعودية أكثر تشدداً في مواجهتها لإيران، وستجعلها قادرة على التأثير في لاعبين آخرين مثل الصين وروسيا من أجل دفعهما إلى تبني سياسية ملائمة إزاء الأسد وإيران. وهذا كله يؤكد تلاقي المصالح بين إسرائيل وكتلة الدول السنية التي تقودها السعودية.