نشوء طبقة عاملة داخل الطائفة الحريدية تسعى لتمثيل حزبي جديد للحريديم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • قبل أسبوعين من رأس السنة اليهودية اجتمع عضوا الكنيست موشيه غفني وأوري مكليف [من حزب ديغل هتوراه] مع رؤساء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD التي تنبه إسرائيل، منذ فترة، إلى ضرورة مشاركة الحريديم في سوق العمل. وقد طلب ممثلو المنظمة هذه المرة الاجتماع بممثلي الجمهور الحريدي وليس بأطراف أخرى.
  • إن الأمر المشجع في هذا اللقاء اضطرار ممثلي حزب ديغل هتوراه إلى بذل مجهود كبير للدفاع عن مكانتهم كممثلين للجمهور الحريدي، ولا سيما في ظل الانطباع السائد وسط الرأي العام أن الأحزاب الحريدية باتت تمثل مصالح جمهورها فقط. وفي الواقع، فإن المؤسسة الحريدية، وعلى رأسها موشيه غفني، تؤدي في هذه الأيام دور جبهة رفض ضد دخول طلاب المدارس الدينية إلى سوق العمل وقيامهم بالخدمة العسكرية. ونتيجة ذلك، برزت طبقة جديدة وسط الجمهور الحريدي تدعم التعليم والعمل والخدمة العسكرية، وتسعى لتفكيك احتكار أعضاء الكنيست من الأحزاب الحريدية تمثيل المجتمع الحريدي.
  • من الصعب أن نتذكر متى قام حزبا يهودوت هتوراه وشاس بتحرك شعبي من أجل المطالبة بزيادة التقديمات المالية إلى الطلاب الحريديم، أو من أجل إقامة مناطق صناعية في المستوطنات الحريدية. كما أنه من الصعب أن نتذكر متى استخدموا الضغط داخل الائتلاف من أجل مساعدة الحريديم الذي يعملون. وليس غريباً، أن أعضاء الكنيست الحريديم يشتكون من الغبن اللاحق بالحريديم في أماكن العمل وفي وظائف الدولة، لأن هذا لا يكلفهم شيئاً، لكنهم يخصصون قوتهم السياسية لموضوعات أخرى مثل دعم الدخل المخصص لطلاب المدارس الدينية، ودعم المخصصات لليشيفوت، ويعارضون المشاريع الأخرى. وبالنسبة إلى حزب يهودوت هتواره فإن  كل من ترك المدرسة الدينية تحول إلى حريدي من الدرجة الثانية، وبالتالي فهو يستحق معاملة من الدرجة الثانية.
  • يوجد اليوم نحو 3000 جندي حريدي في الجيش الإسرائيلي، وهناك ألف آخرين ينضمون سنوياً إلى الجيش، وهناك أيضاً أكثر من 6000 طالب حريدي ينوون العمل بعد الانتهاء من دراستهم. وتجري هذه التغييرات بوتيرة أبطأ مما هو مطلوب من المجتمع الحريدي وإلى الاقتصاد الإسرائيلي، بسبب جبهة الرفض الحريدية التي يشكلها حزبا يهودوت هتوراه وشاس.
  • إن العديد من هؤلاء الحريديم أعطوا أصواتهم إلى يهدوت هتواره. لكن أعضاء الكنيست الحريديم يوظفون هذه الأصوات في سياسة تخرب عملية خروج الحريديم إلى سوق العمل وأدائهم للخدمة العسكرية، وهم يبذلون كل ما في وسعهم لعرقلة هذه العملية. إن المشكلات التي يعانيها الحريديم الجدد تختلف اختلافاً كبيراً عن مشكلات طلاب المدارس الدينية، وهم لا يجدون حلاً لها لدى المؤسسة الحريدية القائمة حالياً.
  • لقد قدمت لجنة تراختنبرغ سلسة طويلة من التوصيات التي تهدف إلى تشجيع طلاب المدارس الدينية على العمل، وهي تخصص لهذه الغاية مبلغ 760 مليون شيكل. كما اقترحت اللجنة تخصيص مراكز للإعداد المهني للحريديم في جميع انحاء إسرائيل، وقدمت مشروعاً للتعليم المجاني في المدارس الابتدائية، واقترحت تخفيض سنوات التعليم في اليشيفوت المخصصة للطلاب المتزوجين إلى خمسة أعوام.
  • في المقابل يبذل أعضاء الكنيست الحريديم كل ما في وسعهم من أجل إفشال التقرير الذي من شأنه مساعدة الكثير من العائلات الحريدية. ويرفض كل من يهدوت هتوراه وشاس تقليص عدد سنوات التعليم في المدارس الدينية.
  • بيد أن الخبر السار هو أن الطبقة العاملة من الحريديم، التي تطلق على نفسها اسم" أرباب البيت" [بعلي هبتيم]، بدأت تبرز أكثر فأكثر، وبات لها كتلة سياسية تمثلها في كل من بيتار وبيت شيمش تحمل اسم "طوف". ويعمل عضو الكنيست حاييم أمسيليم، الذي عضواً سابقاً في حزب شاس، على تكوين حزب جديد بالتعاون مع أنصار حركة "طوف".
  • من الممكن جداً ألا يجتاز أمسيليم وأنصار "طوف" نسبة الحسم التي تخولهما النجاح في الانتخابات المقبلة، لأن الجمهور الحريدي اعتاد التصويت وفقاً لما يقوله الحاخامون، وأيضاً لعدم وجود عدد كبير من الحريديم الجدد. لكن مع مرور الوقت، فإن حزب يهدوت هتوراه سيصبح أقل تمثيلاً للحريديم، وخلال بضعة أعوام سنشهد ولادة الحزب الحريدي "أرباب البيت"، وستكون مصلحة أفراد هذا الحزب هي نفس مصالح الطبقة الوسطى التي تسعى للعيش الكريم. وربما ستجد حينئذ الطبقة الوسطى غير الحريدية شركاء حقيقين للحوار معها داخل القطاع الحريدي.