ليبرمان ويعلون: "صفقة شاليط" انتصار تاريخي لحركة "حماس"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

قال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، الذي صوت يوم الثلاثاء الفائت ضد صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط [الأسير لدى هذه الحركة منذ حزيران/ يونيو 2006]، والتي من المتوقع أن تطلق إسرائيل بموجبها 1027 أسيرة وأسيراً فلسطينياً من سجونها على دفعتين، إن هذه الصفقة تعتبر انتصاراً تاريخياً لحركة "حماس"، وإنه لا يجوز إجراء أي مفاوضات مع "الإرهابيين"، إذ إن التكلم معهم يجب أن يتم عبر المدافع الرشاشة أو الطائرات المقاتلة فقط، مؤكداً أن معظم الوزراء أيد هذه الصفقة تحت وطأة الضغط الشديد الذي مارسه الرأي العام ووسائل الإعلام في إسرائيل. 

ومعروف أن 26 وزيراً أيدوا الصفقة، وعارضها 3 وزراء هم أفيغدور ليبرمان وعوزي لانداو ["إسرائيل بيتنا"] وموشيه يعلون [ليكود].

وأضاف ليبرمان، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "معاريف"، أن إسرائيل هي التي دأبت طوال الوقت على أن تثقف العالم كافة على ضرورة عدم التفاوض مع الحركات "الإرهابية"، لكنها في نهاية المطاف تراجعت عن هذا المبدأ من خلال توقيعها هذه الصفقة، مشدداً على أنه كان يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تبذل كل ما في وسعها من أجل تحرير شاليط بواسطة عملية عسكرية تقضي خلالها على جميع الذين كانوا ضالعين في عملية اختطافه.

ويبدو أن الوزير موشيه يعلون، الذي صوت هو أيضاً ضد صفقة التبادل، يتبنى رأياً شبيهاً. إذ علمت صحيفة "معاريف" أن يعلون، ومنذ مصادقة الحكومة على الصفقة، يؤكد في الأحاديث المغلقة أنها تعتبر انتصاراً تاريخياً لحركة "حماس"، وأن الرأي العام في إسرائيل لا بد من أن يصحو من نشوة الفرح التي تنتابه في الوقت الحالي بسبب قرب الإفراج عن شاليط، وعندها سيدرك أن الثمن الذي دفعته إسرائيل جراء هذه الصفقة هو ثمن باهظ للغاية.

ويشير يعلون في هذه الأحاديث إلى أن معظم الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم سيعودون إلى ممارسة "الإرهاب"، مشدداً على أن الأسرى الذين أطلقوا في إطار "صفقة جبريل" [سنة 1985] كانوا وراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى [سنة 1987].

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (14/10/2011) أنه غداة مصادقة الحكومة على صفقة تبادل الأسرى مع "حماس"، أكدت عناصر في اليمين الإسرائيلي أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تطلق في الوقت نفسه سجناء أمنيين يهود أدينوا بقتل عرب.

وقالت الصحيفة إن وزير الداخلية الإسرائيلية إيلي يشاي [شاس] عقد أول أمس (الأربعاء) لقاء مع أحد قادة منظمة "العفو" التي تعمل من أجل إطلاق السجناء الأمنيين اليهود، وطلب منه قائمة بأسماء هؤلاء السجناء، فسلمه هذا الأخير على الفور قائمة تتضمن أسماء 12 سجيناً أمنياً يهودياً، في مقدمهم عامي بوبر الذي ارتكب مجزرة ريشون لتسيون [عين قارة]. كما تضمنت القائمة اسم حجاي عمير، شقيق يغئال عمير الذي اغتال رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنه من المتوقع أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى يوم الثلاثاء المقبل، وستطلق إسرائيل في إطارها 450 أسيراً فلسطينياً في مقابل الإفراج عن شاليط.

وأضافت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أجرى أمس (الخميس) محادثة هاتفية مع المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر، وشكره باسم دولة إسرائيل على الدور المركزي الذي أدته مصر في بلورة صفقة الإفراج عن شاليط.

وأشاد رئيس الحكومة خلال المحادثة بالجهود الحثيثة والناجحة التي بذلتها مصر في هذا الصدد خلال الأشهر القليلة الفائتة، مؤكداً أن هذه المساعدة تبعث الدفء في قلوب جميع المواطنين في إسرائيل.

كما تلقى نتنياهو اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هنأته خلاله على التوصل إلى صفقة التبادل، مؤكدة أن اتخاذ مثل هذا القرار يستلزم الشجاعة وميزات القيادة. وشكر رئيس الحكومة وزيرة الخارجية الأميركية على تهنئتها مشدداً على أن التوصل إلى هذه الصفقة كان بمثابة قرار صعب بالنسبة إليه، لكن هذه هي اللحظات التي تكون فيها روح القيادة موضوعة على المحك.