السياسة الإسرائيلية إزاء إيران مُنيت بهزيمة نكراء
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا شك في أن الخيار العسكري ضد إيران أصبح بعيداً أكثر فأكثر. وقد تعرضت احتمالات قيام الولايات المتحدة بمهاجمة إيران لضربة قاسية، وذلك في إثر بلورة مسودة الاتفاق [بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، والذي ينص على تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا وفرنسا]. وفي حال إقرار هذه المسودة وتنفيذ الاتفاق، فإن إيران تكون قد حققت إنجازاً مهماً في حرب الاستنزاف والمماطلة التي تخوضها ضد الأسرة الدولية، والتي تهدف من ورائها إلى دفع مشروعها النووي قدماً.

·      ومن الواضح أن هذا الاتفاق يسحب البساط من تحت أقدام أي هجوم عسكري محتمل على إيران، بحجة أنها تنقض التزاماتها الدولية، وتخدع العالم، من أجل التزود بالسلاح النووي.

·      إن إرجاء الخيار العسكري سيكون لمدة تتراوح بين عام واحد وعام ونصف عام، وهي الفترة التي سيُطبّق الاتفاق فيها، والتي ستقوم روسيا وفرنسا خلالها بتخصيب اليورانيوم لمصلحة إيران.

·      بناء على ذلك، فإن السياسة الإسرائيلية إزاء إيران مُنيت بهزيمة نكراء، وذلك ليس لأن الاتفاق أسقط إمكان القيام بهجمات عسكرية فحسب، بل أيضاً لأنه يؤجل احتمالات فرض عقوبات قاسية على إيران، كما تطالب إسرائيل.

·      مع ذلك، يجب عدم التقليل من أهمية هذا الاتفاق، إذ إنه يثبت أن إيران يمكن أن تخضع للضغوط الدولية، كما أنه يبعدها عن اليورانيوم المخصب لمدة تتراوح بين عام واحد وعام ونصف عام، ولا ينص على رفع العقوبات التي فُرضت عليها حتى الآن.

·      وفي نهاية الأمر، فإن هذا الاتفاق يجعل الأطراف كلها تكسب مزيداً من الوقت. وبذا، يكون في إمكان إيران كبح حملة الضغوط الدولية عليها، والاستمرار في تخصيب اليورانيوم، كما أن الدول الغربية ستحظى بمهلة أخرى تواصل خلالها تشديد الرقابة على المشروع النووي الإيراني.

·      أمّا في حال قيام إيران بنقض الاتفاق والاستمرار في تطوير الخبرة الفنية والتكنولوجيا والمواد اللازمة لإنتاج سلاح نووي، فإن التقديرات الواقعية تؤكد أنه سيكون في إمكانها إنتاج مثل هذا السلاح في سنة 2014.