السفير الإسرائيلي في واشنطن: "لا أعداء لنا في الإدارة الأميركية"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

يعتقد مايكل أورون سفير إسرائيل في الولايات المتحدة أن الجمهور الإسرائيلي لا يقرأ بصورة صحيحة إدارة أوباما، فهو يرى أن هناك تعاوناً وثيقاً مع الأميركيين على الرغم من بعض الاختلافات في عدد من الموضوعات، وأن للدولتين أهدافاً متشابهة، وهي: دولتان لشعبين، ومفاوضات من دون شروط مسبقة. وأورون (56 عاماً)، هو من مواليد نيوجيرسي القريبة من نيويورك، وهاجر إلى إسرائيل عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، وتجند في فرقة المظليين، وقد شارك في حرب لبنان الأولى [1982]، وكان مستشاراً ليتسحاق رابين، وخدم كضابط اتصال بين إسرائيل والأسطول السادس خلال حرب الخليج [الأولى]. كذلك عمل في مجال الإعلام الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية وفي أثناء عملية الرصاص المسبوك.  وفي سنة 2009 عينه نتنياهو مساعداً للسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، الأمر الذي اضطُره إلى التخلي عن جنسيته الأميركية. وكتب أورون كتابين حظيا بانتشار واسع في الولايات المتحدة، هما: "ستة أيام من الحرب: المعركة التي غيرت الشرق الأوسط" وهو كتاب عن حرب 1967، و"القوة، الثقة، والتطرف، الولايات المتحدة والشرق الأوسط: تاريخ التدخل الأميركي في الشرق الأوسط". وقد كان للعلاقة الشخصية بين أورون ونتنياهو دورها في الثقة الكبيرة التي يتمتع بها.

س: كيف تصف العلاقات بين الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو؟

علاقات قوية جداً. إن ما تنشره الصحف في إسرائيل وفي الولايات المتحدة لا يعكس الصورة الكاملة، فالتعاون على المستوى الأمني وثيق جداً ويشمل تعاوناً استخبارياً استثنائياً. في الفترة الأخيرة، جرى تطوير منظومة مضادة للصواريخ على سيبل المثال، صاروخ "حيتس"، والقبة الحديدية، وجرى التنسيق بين الدولتين بصورة تضمن التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في المنطقة. لدى مجيء أوباما إلى الإدارة الأميركية وجد مشكلات وثغرات في مسألة المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي مقارنة بالأعوام السابقة لولايته، وتعهد بتقليص هذه الثغرات التي تعود إلى أسباب عديدة، مثل شراء السلاح في الشرق الأوسط الذي أدى إلى تغيير التوازن، وإلى التطور التكنولوجي. لقد كان جزء من التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي يعود إلى القوات الخاصة وإلى التكنولوجيا التي أصبحت اليوم في متناول الآخرين. لقد ناقشنا معاً حاجات الجيش الإسرائيلي ونحجنا في إعادة تحديدها من جديد.

س: ما الذي غير موقف باراك أوباما؟ وهل لهذا علاقة بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2012؟

لا أرى أن التغيير يعود إلى أسباب سياسية أو داخلية. لم يقل أوباما أمام الأمم المتحدة كلاماً يختلف في جوهره عما قاله في خطاب القاهرة قبل عامين عندما توجه إلى الشعوب العربية. فقد تحدث يومها عن ضرورة منح إسرائيل الشرعية. وكرر في خطابه أمام الأمم المتحدة المبادىء الأساسية التي تضمنها خطاب القاهرة. إنني لا أقلل من أهمية الخلافات التكتيكية بيننا وبين الإدارة الأميركية، وقد تكون هناك بعض المشكلات على الصعيد الشخصي. إنني أعمل مع كل الأشخاص في الإدارة وأقول لموظفينا: "ليس لدينا أعداء في هذه الإدارة."

يدرك الرئيس أوباما، كما يدرك كل من بيده اتخاذ القرارات في واشنطن أنهم إذا نظروا إلى الشرق الأوسط بعد مرور عشرة أعوام، فإنهم سيجدون دولة واحدة فقط مستقرة وقادرة على الدفاع عن نفسها، دولة ديمقراطية وميالة إلى أميركا من دون تحفظ هي إسرائيل. لذا،  فمن الناحية الاستراتيجية لا بديل عن دولة إسرائيل.

س: أظهر أوباما في أول لقاء له مع نتنياهو برودة دبلوماسية. وفي أيار/مايو الماضي هاجم نتنياهو الرئيس الأميركي علناً بسبب حديثه عن حدود 67. هل تؤثر مثل هذه الاحتكاكات في العلاقات بين الدولتين؟

لقد شاركت في الاجتماعات الثمانية التي جرت بين أوباما ونتنياهو، ولم ألحظ أي توتر، وكان اللقاء الأخير في الأمم المتحدة حاراً بين الرجلين. لقد تحدثت الصحف عن أن نتنياهو ألقى محاضرة خلال لقائه أوباما في أيار/مايو المنصرم، وهذا غير صحيح. إذ تحدث رئيس الحكومة عن الفلسطينيين ولم ينتقد الأميركيين.

س: ما هي رؤيتك لمستقبل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

أعتقد اننا دخلنا في مرحلة ثالثة من النزاع بعد مرحلة الحروب التقليدية وحرب الإرهاب، نحن اليوم في مواجهة مرحلة الصراع السياسي والحقوقي الذي يقوم على محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل من أجل حرمانها من حقها في الوجود كدولة يهودية. وإذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن العرب رفضوا خطة التقسيم سنة 1947، والفلسطينيون رفضوا كل مقترحات التسوية التي عرضها كل من باراك سنة 2000، وأولمرت سنة 2008. وكان السبب واحد، وهو عدم استعدادهم للاعتراف بالدولة اليهودية. على الفلسطينيين أن يتنازلوا عن حق عودة اللاجئين، وعلينا أيضاً أن ندفع ثمناً باهظاً ومؤلماً، يعرفه الجميع، من أجل التسوية.