توسيع المستوطنات أهم لنتنياهو من دفع عملية التسوية قدماً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      في الوقت الذي يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يكافح تقرير "لجنة غولدستون" [لجنة الأمم المتحدة التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة في أواخر سنة 2008]، باسم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ويجري مبعوثوه مداولات مع الإدارة الأميركية بشأن شروط استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن حكومته، وكما نشرت صحيفة "هآرتس" نهار الجمعة الفائت، تقوم بأعمال بناء وتطوير للبنى التحتية في عشرات المستوطنات في الضفة الغربية.

·      إن أعمال توسيع المستوطنات وشق الطرقات تتناقض مع الوعود التي قطعها نتنياهو على نفسه للإدارة الأميركية والجمهور الإسرائيلي العريض، والتي أكد وفقاً لها أنه سيقيد أعمال البناء في المناطق [المحتلة] كمساهمة إسرائيلية من شأنها أن تساعد في استئناف المفاوضات. أمّا وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي تخضع أعمال البناء هذه لمسؤوليته الكاملة، فاكتفى بالقول لصحيفة "هآرتس"، بواسطة موظفي مكتبه، أنه "سيقوم بفحص الأمر".

·      إن تصرفات الحكومة وتنصّل باراك يعززان الشك في صدقية نتنياهو ووزرائه، ويدلان على الأولويات الحقيقية لهذه الحكومة، وعلى أن توسيع المستوطنات أهم كثيراً لنتنياهو من دفع تسوية سياسية قدماً، وذلك على أساس "خطة بار إيلان"، التي طرحها وتضمنت إقامة دولة فلسطينية.

·      غير أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في نقض الوعود التي مُنِحَها الأميركيون والجمهور الإسرائيلي العريض فحسب، بل أيضاً في الأضرار الكبيرة التي تلحقها أعمال البناء في المستوطنات بأكثر المصالح الإسرائيلية أهمية. إن أي بيت جديد وأي شارع إضافي في المستوطنات يقوّضان أساس حل التقسيم، الذي يقف في صلبه إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية. كما أنهما يؤديان إلى تكريس الاحتلال، وإلى تسريع قيام الدولة الثنائية القومية، والقضاء على الصهيونية، فضلاً عن تهديد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية.