شبكات التجسس والتنصت في لبنان جزء من الحرب السرية بين إسرائيل وسورية وإيران وحزب الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      لا شك في أن هناك حرباً سرية تدور رحاها، منذ بضعة أعوام، بين إسرائيل ولبنان وسورية وإيران وحزب الله، ويطفو، بين الفينة والأخرى، جانب بسيط منها على السطح، وهي حرب حقيقية تدور يومياً، وعلى مدار الساعة. ووفقاً للمصادر اللبنانية، وقعت أمس، حادثة تؤكد تغلغل هذه الحرب إلى الوعي العام [المقصود حادثة اكتشاف منشأة تنصت إسرائيلية في إحدى قرى جنوب لبنان].

·      لقد كانت بداية حادثة أمس في الانفجار الكبير الذي هزّ قلب دمشق، في 12 شباط/ فبراير 2007، والذي أدى إلى اغتيال [المسؤول العسكري في حزب الله] عماد مغنية. وقد روى أحد الدبلوماسيين الغربيين، والذي كان موجوداً في دمشق في تلك الفترة، أن عملية الاغتيال هذه، التي تم تحميل جهاز "الموساد" الإسرائيلي المسؤولية عنها، جعلت جهاز الأمن ومؤسسة الاستخبارات في سورية يدركان أن في الإمكان الوصول إلى أي شخص في المنطقة التي اغتيل مغنية فيها، والتي تخضع لحراسة مشددة للغاية.

·      وقبل اغتيال مغنية بنحو خمسة أشهر [في أيلول/ سبتمبر 2006] تعرّض مفاعل نووي سوري، تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية، لهجوم قامت به سبع طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وأدى إلى تدميره بالكامل.

·      ولا تزال عملية تدمير المفاعل النووي السوري وعملية اغتيال مغنية بمثابة لغز كبير بالنسبة لكل من سورية وإيران وحزب الله. ويبدو أن السوريين والإيرانيين يخشون دائماً نشاطات التنصت الإسرائيلية. وعلى مدار الأعوام الستين الفائتة اكتشف السوريون، بضع مرات، منشآت غريبة في باطن الأرض، وعندما حاولوا تفكيكها كانت تنفجر وتؤدي إلى مقتل الخبراء الفنيين.

·      ومن المعروف أنه عقب قصف المفاعل النووي السوري، واغتيال مغنية، وقصف قافلة السيارات في السودان، التي كانت تنقل أسلحة من إيران إلى "حماس"، بدأ حزب الله وقوى الأمن اللبناني الداخلي والإيرانيون والسوريون ببذل محاولات كبيرة تهدف إلى معرفة المصادر التي تسرّب المعلومات إلى إسرائيل.

·      إن السؤال المطروح هو: مَن هو الطرف المنتصر في هذه الحرب السرية؟ إذا كانت إسرائيل هي التي تقف وراء شبكات التجسس، ووراء زرع أجهزة التنصت، التي اكتشفت في لبنان، وفقاً لادعاءات وسائل الإعلام اللبنانية، فمن الواضح أنها تعرضت، خلال العام الفائت، لضربة قاسية. لكن في الوقت نفسه، لا بُد من القول إن الذي لا يتعرض لضربات كهذه هو فقط الذي لا يقوم بأي عمل، فضلاً عن أن حزب الله نفسه ما زال عاجزاً عن الانتقام لمقتل مغنية، ويخشى فتح جبهة قتال واسعة مع إسرائيل.