إسرائيل تركز جهودها السياسية على إقناع دول الاتحاد الأوروبي بعدم تبني تقرير غولدستون
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تدير السلطة الفلسطينية والدول العربية حملة دبلوماسية في جنيف بهدف إقناع أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأييد مشروع القرار الذي قدمتاه إلى المجلس، وبتبني تقرير غولدستون وتوصياته بصورة كاملة. وفحوى الرسالة التي يبثها الفلسطينيون إلى أعضاء المجلس هو أنه إذا لم يحظ مشروع القرار بالدعم، وإذا لم يتبنَّ أعضاء المجلس التقرير، فستكون دلالة ذلك انهيار سلطة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وهاجمت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غابريئيلا شاليف، أعضاء مجلس الأمن أمس بسبب قرارهم مناقشة تقرير غولدستون الذي، بحسب قولها، "يشجع الإرهاب" بدلاً من "مناقشة الموضوعات الحقيقية والمقلقة المتعلقة بالأوضاع في الشرق الأوسط".

ووفقاً لمسؤولين كبار في وزارة الخارجية في القدس، فإن الفلسطينيين في جنيف يحظون بمساعدة دبلوماسيين من مصر، وباكستان، وكوبا، ودول أخرى. وبالإضافة إلى تشديد ممثلي السلطة الفلسطينية والدول العربية على الضرر الذي قد يلحق بمكانة أبو مازن كرئيس للسلطة الفلسطينية، فإنهم يؤكدون أيضاً الضرر الكبير الذي ربما يصيب حركة "فتح" في مقابل حركة "حماس".

وتحاول إسرائيل والولايات المتحدة بلورة خط مضاد فحواه أن تأييد التقرير وتبني توصياته سيسببان ضرراً بالغاً لعملية السلام، وسيؤديان إلى وقفها. ويشدد الدبلوماسيون الأميركيون في جنيف في حديثهم مع مندوبي سائر الدول على أنهم لا يوافقون على الحجة الفلسطينية، وعلى أن لا صلة لها بالموضوع. ويقول الأميركيون: "لا يمكن، ولا يجب، حل المشكلات السياسية الداخلية للفلسطينيين في جنيف".

وتوظف دولة إسرائيل الجزء الأكبر من جهودها السياسية في محاولة إقناع دول الاتحاد الأوروبي بالتصويت ضد تبني التقرير، أو على الأقل الامتناع من التصويت. وتأمل إسرائيل بأن يؤدي تبني التقرير، من دون حصوله على تأييد الدول الغربية، إلى مسّ شرعيته، الأمر الذي سيجعل إحباطه في مراحل لاحقة أسهل. هكذا تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أول أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما تحدث وزير الدفاع إيهود باراك مع وزراء خارجية فرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا، والنرويج، في حين تحدث وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بهذا الشأن مع وزير خارجية النمسا في لقاء تم بينهما أمس في فيينا. وشدد نتنياهو وباراك وليبرمان على أنه يجب معارضة تبني تقرير غولدستون في جنيف، ومعارضة تحويله إلى مجلس الأمن أو إلى المحكمة الجنائية الدولية.