· يبدو أن المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي وكُشفت فيه وقائع عملية اغتيال [المسؤول العسكري في "حماس"] محمود المبحوح، أدى إلى قلب الصورة المرتسمة عن جهاز الموساد الإسرائيلي رأساً على عقب. وفي حال كون هذه العملية إسرائيلية، فإن رئيس الموساد، مئير دغان، سيصبح من الآن فصاعداً بمثابة وصمة عار للدولة.
· غير أنه حتى في حال كون هذه العملية إسرائيلية، فإنها عملية واحدة من سلسلة عمليات قام الموساد بها. وبناء على ذلك، فإن الذين تحمسوا لنجاح عمليات سابقة تم عزوها إلى هذا الجهاز، وفقاً لوسائل الإعلام الأجنبية، عليهم أن يعرفوا كيف يغطوا العمليات التي تُمنى بالفشل أيضاً.
· ومع ذلك، فإن عملية دبي تلزم استخلاص عبرة مهمة، فحواها أن أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم لا يمكن أن تبلغ حد الكمال، وأن هناك حدوداً لقدراتها. ولذا، فإن الاعتقاد أن ثمة حلاً استخباراتياً لأي مشكلة استراتيجية هو اعتقاد خطر للغاية، ومن شأنه جعل أمم كاملة تغط في سبات عميق في أثناء فترات مصيرية.
· فمثلاً، قام رئيسا حكومة في إسرائيل بتكليف دغان مهمةَ منع تحول إيران إلى دولة نووية، وقد قام هذا الأخير ببذل أقصى جهوده في هذا الشأن، لكن ما يتبين الآن هو أن إيران أصبحت على أعتاب التحول إلى دولة نووية. ولا شك في أن دغان نفسه لا يتحمل أي مسؤولية عن ذلك، ذلك بأن هذه المسؤولية تقع على عاتق الذي علق عليه آمالاً لا يمكن تحقيقها. إن المواجهة مع إيران يجب أن تكون مواجهة سياسية، لا استخباراتية فقط، ولذا، فإنها تستلزم إعادة تنظيم منظومات حياتنا كلها.