من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الشبهات فيما يتعلق بعملية اغتيال محمود المبحوح في دبيّ تقترب، في الظاهر، من إسرائيل، وذلك في إثر نشر أنباء عن قيام مواطنين إسرائيليين، يحملون الجنسيات البريطانية والإيرلندية أيضاً، وهاجروا إلى إسرائيل منذ فترة طويلة، بالادعاء أن جهة ما استعملت أسماءهم وانتحلت جنسياتهم كي تنفذ عملية الاغتيال هذه.
· ومع ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص لن يتعرضوا، على ما يبدو، لمساءلة الحكومتين في إيرلندا وبريطانيا، بعد أن سارعت كل منهما، أمس، إلى إعلان أن جوازات السفر كلها مزورة.
· في واقع الأمر، فإن جهاز الموساد لجأ، مرات كثيرة، إلى استعمال جوازات سفر مزورة، أو إلى استعمال أسماء أشخاص حقيقيين ودمجها مع صور عملائه. وفي بعض الأحيان، فإن العمليات التي قام بها، بواسطة هذه الطريقة، لم تتكلل بالنجاح، كما حدث مثلاً في قضية ليلهامر في النرويج في سنة 1973، أو لدى محاولة اغتيال [رئيس المكتب السياسي في "حماس"] خالد مشعل في الأردن في سنة 1997، والتي مُنيت بالفشل، أو عندما تم القبض على عميلين للموساد في نيوزيلاندا وهما يحاولان استصدار جواز سفر باسم مواطن محلي مُقعد لا يمكنه مغادرة البلد.
· بناء على ذلك، فإنه يمكن الحديث عن طريقة عمل ذات نمط متكرر، فحواها اضطرار إسرائيل إلى استعمال جوازات سفر أجنبية مزورة من أجل القيام بعمليات اغتيال، وحين كان يتم كشف أمرها، بين الفينة والأخرى، وهي متلبسة، كانت تعتذر وتتعهد بعدم تكرار الأمر.
· إن تنفيذ عمليات من هذا القبيل، في المستقبل، سيكون أصعب كثيراً، ذلك بأن مزيداً من الدول، بما فيها إسرائيل، أخذت تستعمل نظام التشخيص البيومتري، الذي لا يتيح إمكان استعمال جوازات سفر مزورة.
· وبالنسبة إلى عملية اغتيال المبحوح في دبيّ، فإن ما يمكن افتراضه هو أن إسرائيل ستخرج منها من دون أن تلحقها أضرار كبيرة، وذلك في حال عدم العثور على أدلة جديدة دراماتيكية، وبالتالي، فإن الصورة المرتسمة للموساد ستظل صورة الجهاز الحازم الذي لا يرتدع عن العمل ضد أعدائه في أي مكان.