· أصبح من الواضح الآن أن الذي ارتكب عملية اغتيال [المسؤول العسكري في "حماس"] محمود المبحوح قد وقع في ورطة. صحيح أن الاستخبارات كانت جيدة، وكذلك التنفيذ، كما أن الذين قاموا بتنفيذ العملية غادروا أراضي دبيّ سالمين، غير أن أحداً لم يخطر بباله أن تقوم شرطة دبيّ ببذل أقصى طاقاتها وقدراتها التكنولوجية كلها كي تُبرز جوازات سفر الأشخاص الـ 11، أعضاء الخلية التي نفذت عملية الاغتيال، في بثّ حي ومباشر إلى العالم كله.
· وقد تبين لاحقاً أن جزءاً من هؤلاء الأشخاص يعيش في إسرائيل، وأن أشخاصاً آخرين انتحلوا هوياتهم. وبناء على ذلك، يمكن القول إن هذه العملية انطوت، من جهة، على نجاح عملاني تكتيكي، ومن جهة أخرى، على إخفاق استراتيجي كبير.
· ولا شك في أن اغتيال المبحوح ينقل العالم كله إلى عصر جديد لا يمكن فيه القيام بأي أعمال سريّة من دون تفوّق تكنولوجي يكون قادراً على تشويش مصادر المعلومات والتوثيق والتصوير. وستكون مثل هذه الأعمال السريّة أصعب كثيراً لدى البدء باستعمال نظام التشخيص البيومتري.
· ومع أننا لا نعرف، حتى الآن، من الذي يقف وراء عملية اغتيال المبحوح في دبيّ، إلا إنه لا بُد من القول إنه لو كانت عملية كهذه قد حدثت مع جهاز استخبارات بريطاني لكان جري تحقيق في البرلمان بشأنها. كما أن طريقة تنفيذ عملية من هذا القبيل كانت ستثير حرجاً كبيراً في الولايات المتحدة.