من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عمّم الجيش الإسرائيلي، أمس، صوراً قامت بالتقاطها طائرة إسرائيلية من دون طيار لقرية طير فليسة في جنوب لبنان، التي وقع فيها، أول من أمس، انفجار في أحد المخازن التابعة لحزب الله. ويظهر في هذه الصور أشخاص، يبدو أنهم من ناشطي حزب الله، وهم يخرجون من المخزن قطعة تبدو كما لو أنها صاروخ بطول أربعة أمتار، ويحملونها على شاحنة، بغية نقلها إلى مخبأ في قرية أخرى.
· وفي ضوء هذه الحادثة ادعى مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، أن سورية اتخذت قراراً استراتيجياً لا لبس فيه، فحواه تزويد حزب الله بكل أنواع الوسائل القتالية الموجودة في ترسانتها. وأضاف هذا المصدر أن قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) تخشى دخول القرى الشيعية في جنوب لبنان، وتمتنع، في معظم الحالات، من تطبيق القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يحظر على حزب الله الاحتفاظ بأسلحة داخل القرى الواقعة جنوبي نهر الليطاني.
· كما أكد المصدر العسكري نفسه أن تهريب الأسلحة من سورية إلى لبنان يتم أسبوعياً، وبصورة دورية، قائلاً "إن إيران تدفع، وسورية تهرّب، وحزب الله يتلقى الأسلحة". ووفقاً لما قاله أيضاً، فإن حزب الله يملك، في الوقت الحالي، عشرات ألوف الصواريخ، وهو يحتفظ بجزء كبير منها في نحو 300 مخزن، موزعة في 160 قرية شيعية في جنوب لبنان.
· من ناحية أخرى، ادعى هذا المصدر العسكري أن سورية باتت "تشعر الآن بارتياح كبير، فهي لا تتعرض لأي ضغوط دولية كي تقطع علاقاتها بإيران وبمحور الشر، ولا تدفع أي ثمن جرّاء دورها في عمليات تهريب الأسلحة [إلى لبنان]".
· إن أقوال المصدر العسكري الإسرائيلي الرفيع المستوى هذه تعكس تصعيداً في التصريحات الإسرائيلية إزاء سورية، جرّاء قيامها بتقديم مساعدات إلى حزب الله. ولا شك في أن الصور التي التقطت أول من أمس، ستُستخدم، خلال الأيام المقبلة، في إطار حملة الدعاية الإسرائيلية ضد حزب الله. وقد قامت إسرائيل بتقديم شكوى رسمية إلى السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تتعلق بانفجار مخزن الأسلحة التابع لحزب الله في جنوب لبنان.
· هذا، وقد واجه المسؤولون في الجيش الإسرائيلي صعوبة كبيرة في تحديد طراز الصاروخ الذي ظهر في الصور الجوية، وذلك بسبب تدني جودتها، غير أن خبيراً في شؤون الصواريخ أكد، في حديث لصحيفة "هآرتس"، وفي إثر الإطلاع على الصور، أنه ربما يكون صاروخاً من إنتاج سورية، قطره 220 مليمتراً ويبلغ مداه نحو 35 كيلومتراً.
· إن ما يمكن استنتاجه من هذا الحادث هو ثلاثة أمور: أولاً - أن القرار الدولي رقم 1701 يصبح، شيئاً فشيئاً، فارغاً من أي مضمون؛ ثانياً - أن حزب الله ضاعف، منذ أن وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها، قبل أكثر من ثلاثة أعوام، جهوده الرامية إلى التستر على ترسانة أسلحته في صفوف السكان المدنيين، وهذا يعني أن أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل ستكون مرهونة بخوض قتال وسط منطقة مزدحمة آهلة بالمدنيين، وكذلك بتدمير كبير للبنى التحتية المدنية، وبناء على ذلك، فمن المتوقع أن تتكرر حملة النقد الدولية لإسرائيل، كما حدث عقب الحرب على غزة؛ ثالثاً - لا بُد من رؤية التوتر الحالي مع حزب الله، جرّاء تعاظم تسلحه، في سياقه الإقليمي الأوسع، إذ يدور في الوقت الحالي صراع كبير بين إيران ووكلائها، من جهة، وبين الدول الغربية، التي تستعين أحياناً بإسرائيل وبمصر أيضاً، من جهة أخرى، وذلك جرّاء قيام طهران ببذل جهود كبيرة تهدف إلى تسليح المنظمات المتطرفة في المنطقة. وما يصل إلى علم وسائل الإعلام بشأن هذا الصراع هو نقطة في بحر.