تأييد الدولة الفلسطينية هو تأييد لسياسة التطهير العرقي
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- عندما يعلن سفير منظمة التحرير في الولايات المتحدة معن عريقات أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون "نظيفة من اليهود"، فإنه يقصد بذلك إجلاء اليهود الذين يقيمون اليوم بالمناطق التي تعتبرها منظمة التحرير جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية. وهذا يعني أن الدول التي تنوي تأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة إنما ستصوت إلى جانب التطهير العرقي.
- توجد بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دول إسلامية "خالية" من اليهود، ولا مشكلة لديها في الاعتراف بدولة جديدة ترغب في التخلص من الوجود اليهودي على أراضيها. لكن ماذا بالنسبة إلى الدول الأوروبية التي، قبل زمن قصير، طهّرت أرضها من اليهود تحت السيطرة الألمانية؟ ألا يشكل هذا التصويت مشكلة أخلاقية لها؟
- ومهما يبدو هذا الأمر بغيضاً، إلاّ إنه ليس مستغرباً ألا يرغب الفلسطينيون في رؤية أي يهودي على أرضهم، وهم مقتنعون أن في إمكانهم تحقيق ذلك، تشجعهم دعوات بعض اليسار الإسرائيلي إلى اقتلاع اليهود من الأماكن التي يقيمون بها خارج خطوط اتفاق الهدنة الإسرائيلي - الأردني العائد إلى نيسان/ أبريل 1949. لكن المستغرب أن الإدارة الحالية في واشنطن، وعلى الرغم من معارضتها لمبادرة عباس، توافق على هذه الفكرة، وتصر على تجميد البناء في المستوطنات الواقعة وراء خطوط الهدنة. ويبدو أن الدول الأوروبية توافق على الخط الذي وضعته واشنطن في هذا الخصوص.
- والمؤلم أن أريئيل شارون قام في سنة 2006 بعملية تطهير إثني عندما استخدم الجيش الإسرائيلي لطرد 8000 مزارع يهودي في غوش قطيف من أراضيهم. فإذا كان ممكناً القيام بذلك في قطاع غزة، لماذا لا ينفذ في يهودا والسامرة والقدس الشرقية من خلال تبادل الأراضي؟
- لقد اعتقد وريث شارون في رئاسة الحكومة إيهود أولمرت أنه بعد أن يحقق النصر لإسرائيل في مغامرته العسكرية الفاشلة المسماة "حرب لبنان الثانية"، فإن خطوته التالية ستكون اقتلاع المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة. ومما لا شك فيه أن خطة شارون للانفصال عن قطاع غزة تركت أثرها في تطلعات الفلسطينيين وفي مطالبهم، وجعلتهم يعتقدون أن من الممكن تطبيق فكرة التطهير العرقي على اليهود في المناطق الواقعة خارج خطوط الهدنة، في حين أن كل من يعرف إسرائيل جيداً يدرك أن ما جرى في غوش قطيف لن يتكرر.