لا يمكن أن يتجاهل الفلسطينيون وجود إسرائيل والسلام المفروض لن يغير هذه الحقيقة
تاريخ المقال
المصدر
- يسعى الفلسطينيون في هذه الأيام لتجنيد المجتمع الدولي في محاولة لإخضاع إسرائيل. وتواجه دولة إسرائيل في سنة 2011 التحدي نفسه الذي واجهته في سنة 1948، فهي ما زالت تخوض الحرب نفسها دفاعاً عن استقلالها وسيادتها، وعن حق الشعب اليهودي في وطن مستقل معترف به من دول العالم.
- ثمة من اعتقد أن الزمن تغير، وأننا أصبحنا في زمن العلاقات الثنائية المتبادلة، حيث يعترف كل طرف بوجود الطرف الآخر، وبحقه في تقرير المصير. إلاّ إن هذا غير صحيح، فالتوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة هو عودة إلى النهج السيء الذي يقوم على "تجاهل إسرائيل"، وهو، هذه المرة، لا يتم بالوسائل العسكرية، وإنما من خلال الوسائل الدبلوماسية وعبر المجتمع الدولي. إن أي توجه يقوم على تجاهل دولة إسرائيل هو وهم خالص، فمن الوهم اعتبار دولة إسرائيل غير موجودة وليست ذات سيادة، ومن الوهم تحقيق أي أهداف سياسية في منطقتنا من خلال تجاهل وجود إسرائيل.
- يجب أن يتذكر الفلسطينيون ما يعرفونه جيداً، وهو أن اللاعبين الأساسيين، هما: نحن وهم، وأنهم عندما يتجاهلون وجود إسرائيل، يساهمون في إبعاد تحقيق نبوءة الدولتين المتجاورتين.
- لست من الذين لا يعترفون بأهمية الأمم المتحدة، بل على العكس فأنا أدرك أهمية دورها والحاجة إليها، وأنا أجتمع يومياً مع سفراء وزعماء من كافة أنحاء العالم، وجميعهم يثنون على الديمقراطية الإسرائيلية، لكن العديد منهم يتجاهلون سيادة هذه الديمقراطية وصلاحياتها.
- من الصعب رؤية كيف أن دولاً كثيرة استوعبت وجودنا هنا، وعلى الرغم من ذلك لا تتردد في تأييد خطوات أحادية الجانب ولها عواقب وخيمة. على دول العالم أن تتذكر أننا لم نعد إلى أرضنا كي نكون ألعوبة في يد الأمم، ولم نقيم وطننا هنا بعد ألفي عام من الشتات كي نكون من جديد تحت سلطة الشعوب الأخرى ورحمتها.
- وعلى دول العالم أن تدرك أن فرض اتفاق للسلام لن يغير شيئاً في الوضعين الديموغرافي والجغرافي في أرض إسرائيل، وأننا لن نتخلى عن أمننا من أجل قصاصة ورق.
- إن أيلول/سبتمبر الحالي قد يتحول إلى "أيلول الأسود"، ليس بالنسبة إلى دولة إسرائيل، وإنما بالنسبة إلى الأمم المتحدة وإلى العلاقة بين الفلسطينيين وإسرائيل. إن جوابنا على هذا كله واضح، وهو أننا موجودون هنا، ولسنا غرباء في وطننا، فإسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة، والاعتراف بنا هو شرط لأي حوار معنا.