زعامة أوباما موضوعة على المحك
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • إن أكثر ما نحتاج إليه من الولايات المتحدة الآن عشية افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة في الأمم المتحدة هو ليس استخدام حق النقض [الفيتو] ضد المبادرة الفلسطينية الرامية إلى الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية من جانب واحد، وإنما إلى طرح المبادرة الأميركية للسلام الإسرائيلي - الفلسطيني المحفوظة في أدراج البيت الأبيض، على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي. وهي مبادرة معروفة للجانبين، وتحدث عنها الرئيس باراك أوباما في مناسبات متعددة، بما في ذلك في سياق الخطاب الذي ألقاه في أيار/ مايو الفائت في مؤتمر منظمة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة إيباك.

     
  • وفي واقع الأمر كان على أوباما أن يكون أكثر حرصاً على تنفيذ ما تعهد به لدى انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وفحواه إقامة دولة فلسطينية ووضع حد للاحتلال والنزاع. وقد حاول أن يفعل ذلك حتى الآن من دون أن تكون الأمم المتحدة ضالعة في الأمر لكن محاولته باءت بالفشل، لذا حان الوقت لأن يفعله بالتعاون مع هذه المنظمة الدولية.

     
  • لا يمكن أن يجيز أوباما لنفسه ترف الامتناع من طرح مبادرة سلام كهذه، في وقت تكون فيه أنظار العالم كله متجهة إليه، وتكون زعامته موضوعة على المحك. ومعروف أن أوباما حمل لدى انتخابه أملاً كبيراً للشرق الأوسط، وتعهد بأن يعمل على إحلال السلام بين إسرائيل وفلسطين على أساس إقامة دولتين بجوار بعضهما.

     
  • وبطبيعة الحال فإن الرئيس الأميركي يمكنه أن يطرح على مجلس الأمن مبادرة سلام كهذه تؤدي إلى خلط أوراق الجميع، وتحظى بتأييد الرباعية الدولية، وتتضمن إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مع تبادل أراض متفق عليها، ويمكنه أيضاً أن يضيف إليها بنداً ينص على اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية. وعليه أيضاً أن يعرض جدولاً زمنياً، وأن يمارس مع أوروبا وروسيا ضغوطاً كبيرة على الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] لاستئناف المفاوضات في إثر التصويت على مبادرته.

     
  • أمّا في حال استخدام الولايات المتحدة حق النقض [الفيتو] ضد المبادرة الفلسطينية فإن ذلك سيعني أنها تستخدم لغة مزدوجة، ومعروف أن الذي يتكلم بصوتين متناقضين يفقد صدقيته سريعاً. وبناء على ذلك فإن استخدام حق النقض من شأنه أن يلحق ضرراً بالغاً بمكانة الولايات المتحدة في العالم ولا سيما في العالم العربي، فضلاً عن إلحاقه ضرراً بالغاً بمكانة إسرائيل في العالم بما في ذلك في داخل الولايات المتحدة نفسها.