رسالة إلى يهود أميركا: لا تدعوا نتنياهو يحتال عليكم
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أوجه رسالتي هذه، ولو متأخراً، إلى أصدقاء إسرائيل في أميركا، ولا سيما إلى اليهود الذين يريدون مصلحتنا، لأقول لهم: لا تسيئوا إلينا بينما تعتقدون أنكم تخدموننا، ولا تدعوا نتنياهو وليبرمان يخدعانكم. أتوجه بكلامي هذا إلى الأصدقاء الذين ما زالوا يتمتعون باستقلالية الرأي، والقادرين على إظهار قدر من المسؤولية، لا تغرقوا في بحر من الكلام الوطني التاريخي الآتي من عندنا، ولا تخلطوا بين الحكومات التي تأتي وتذهب، وبين الدولة الباقية إلى الأبد.
- لقد اعتقد يهود نيويورك في الدائرة التاسعة أنهم حسناً فعلوا عندما اقترعوا إلى جانب عضو الكونغرس من الحزب الجمهوري بدلاً من المرشح الديمقراطي، وذلك في رسالة واضحة موجهة إلى البيت الأبيض تقول: احذر يا باراك حسين أوباما من انتقامنا. ويبدو أنهم نحجوا في إخافة الرئيس أوباما الذي بات مستعداً لأن يكبح نفسه في موضوع استمرار البناء في المستوطنات في يهودا والسامرة.
- يخوض نتنياهو معركة معروفة سلفاً نتائجها الكارثية، ولا سبب يدعوكم اليوم إلى الوقوف في جانبه. فهو يعود إلى الأمم المتحدة لاسترجاع أمجاده السابقة التي تجاوزها الزمن.
- أيها اليهود المتحمسون، إنكم بوقوفكم إلى جانب نتنياهو تقفون ضد المصالح الإسرائيلية، وضد مصالح وطنكم أميركا الذي يجد نفسه اليوم في عزلة ويقف موقفاً مزدوجاً عندما يعترف بحق كل شعوب المنطقة في الدفاع عن حقوقها الديمقراطية في وجه الحكام المستبدين باستثناء الشعب الفلسطيني الذي لا يعاني من حاكم مستبد، وإنما من محتل أجنبي ما زال يحتل أراضيه منذ 44 عاماً.
- لقد قيل على الدوام إن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل هو تحالف يستند إلى "قيم مشتركة"، فأين هي هذه القيم؟ لقد اختفت منذ زمن طويل، فما يجمع بين أوباما ونتنياهو اليوم ليس القيم ولا المصالح المشتركة وإنما الرغبة في الحفاظ على بقائهما السياسي بأي ثمن.
- إن من سيدفع ثمن الدموي للسياسة الإسرائيلية المتهورة والحمقاء ليس أوباما ولا هيلاري كلينتون ولا دنيس روس أو منظمة إيباك أو حركة "حباد" [لليهود الحريديم المتشددين] في بروكلين، وإنما من سيدفع الثمن هو دائماً نحن. لذا أقول لكم، صراحة، لا تكونوا أكثر وطنية منا، ولا تقدموا إلينا أي خدمة ندفع ثمنها من دمائنا.