كلام ديك تشيني عن ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية مثير للقلق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • قال نائب الرئيس الأميركي السابق، ديك تشيني، إن "إسرائيل ستوجه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية"، وأضاف "لدي انطباع أنهم سيفعلون ذلك"، وجاء كلام تشيني هذا خلال مقابلة أجرتها معه قناة "نيوزماكس"، بمناسبة إطلاق كتابه الجديد الذي يحوي سيرة حياته. ولم يكتف تشيني بتسجيل هذا الانطباع، بل أبدى تفهمه للخطوة الإسرائيلية، وتأييده العملي لها، حين قال: "إن إيران تشكل تهديداً وجودياً للإسرائيليين، وهم سيفعلون كل ما هو مطلوب للدفاع عن بقائهم وأمنهم."

     
  • وعلى الرغم من أن تشيني بات خارج الإدارة الأميركية منذ عامين ونصف العام، فإنه يبقى مرجعاً جديراً بالاهتمام، وخصوصاً أنه كان يعارض توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران عندما كان في الإدارة. ونقل الصحافي الأميركي المعروف بصلاته في البيت الأبيض، سيمور هيرش، عن لسان تشيني في تموز/يوليو 2008، قوله: "لا يسعنا السماح لإسرائيل بمهاجمة إيران، أولاً، لأنها لا تملك القوة النارية المطلوبة، وثانياً، لأننا سنُتهم نحن في كافة الأحوال." وكان يعبر، آنذاك، عن موقف الإدارة الأميركية.

     
  • وكانت إدارة أوباما قد أرسلت، في شباط/فبراير 2010، الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، إلى إسرائيل لكبح جماحها. وحرص مولن على أن يصرح علانية أن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران "خطأ كبير جداً"، وكرر هذا التحذير في مؤتمر صحافي في واشنطن، فور عودته.

     
  • ولم يوضح تشيني سبب تغيير رأيه أو انطباعه بالنسبة إلى الضربة الإسرائيلية، ورفض أن يذكر اسم مسؤول إسرائيلي بعينه التقاه في إسرائيل، لكنه قال أنه قابل العديد من المسؤولين وكوّن انطباعاً بوجود إجماع داخل القيادة الإسرائيلية في هذا الشأن.

     
  • وإذا كان هذا الأمر صحيحاً، فهو مدعاة للقلق الشديد، لأنه من المعروف أن هناك تباين في وجهات النظر بين نتنياهو ورئاسة المؤسسة العسكرية بشأن توجيه ضربة إلى إيران، وأن رئيس الموساد السابق، مئير داغان، عارض توجيه مثل هذه الضربة، معتبراً أن إيران لن تحصل على السلاح النووي قبل سنة 2015.

     
  • وها هو تشيني يقول الآن إن صنّاع القرار في القدس أخذوا قرارهم في هذا الشأن.

     
  • نأمل أن يكون انطباع تشيني غير صحيح، لأن الضربة العسكرية لن توقف البرنامج النووي الإيراني، وستكون نتائجها كارثية. فالمنشآت النووية الإيرانية كثيرة جداً، ومعظمها تحت الأرض، على أعماق لا تؤثر فيها ضربات سلاح الجو، ناهيك عن الدفاعات الجوية الإيرانية، والردود الانتقامية المتوقعة من إطلاق راجمات وصواريخ من لبنان وغزة، والعمليات الإرهابية في إسرائيل وسفاراتها في الخارج.

     
  • عسى ألاّ يفسَّر كلام تشيني على أنه تغيير في الموقف الأميركي، وأن يقتنع نتنياهو وباراك بعدم جدوى الضربة العسكرية.