كيف ستواجه إسرائيل النقاش في الأمم المتحدة؟
تاريخ المقال
المصدر
يسرائيل هيوم
–
ملحق
- جاء أيلول العاصف. كان متوقعاً حدوث تسونامي سياسي كما قال إيهود باراك، فحدثت هزة أرضية على حد قول موشيه يعالون. أمّا رئيس الحكومة نتنياهو فهو مقتنع مع وزرائه بأن كارثة طبيعية ضربت منطقة الشرق الأوسط. والسؤال المطروح هو كيف تتخطى إسرائيل هذه الكارثة بأقل قدر ممكن من الأضرار؟
- تستعد المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية للأسوأ، لكن القيادات السياسية تطمئن قائلة إن الحرب ليست على الأبواب. ويعلل المسؤولون اطمئنانهم بعدم وجود أي تحالف استراتيجي ثنائي بين أي من القوى الإقليمية الأربعة: إيران، تركيا، إسرائيل، مصر. وفي رأيهم، لم تتغير الأمور جوهرياً منذ الاتفاق التاريخي مع أنور السادات، حتى بعد إخلاء السفارة الإسرائيلية، والاستقبال الحار الذي لقيه أردوغان في القاهرة.
- تبدأ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع القادم. وسيجري النقاش الحاسم بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية يوم الجمعة. وعلى الرغم من محاولات وزارة الخارجية الإسرائيلية في الشهرين الأخيرين تجنيب إسرائيل العزلة السياسية ، إلاّ إننا الآن في "بيت معزول في الغابة" على حد وصف باراك لوضع إسرائيل في المدى القريب.
- لقد مر 18 عاماً على توقيع اتفاقيات أوسلو التي حولت الفلسطينيين إلى سلطة في مدن الضفة الغربية. ويقول المتمسكون بالاتفاقيات إن المسار السياسي يشكل حصانة، ومن دونها تكون إسرائيل عرضة للخطر، حتى لو تبين أن لا حل سياسياً في الأفق.
- ويزعم وزير المال، يوفال شتاينتس أن الحكومة الحالية "بدّلت الأسطوانة". والخطاب الجديد الصادر عن نتنياهو وليبرمان ويعالون يمكن تلخيصه بالتالي: لا ينبغي جلد الذات؛ لسنا مسؤولين عن أزمات منطقة الشرق الأوسط؛ فشل المسار السياسي سببه رفض الفلسطينيين نقاش القضايا الجوهرية.
- وهناك تشديد على الفارق بين نتنياهو وتسيبي ليفني التي تربط كل ما يجري بغياب اتفاق سياسي.
- وقد حمل المبعوثون الأميركيون والأوروبيون، دنيس روس وديفيد هيل وطوني بلير وكاثرين أشتون، همّ اللحظة الحرجة، وجاؤوا كلهم إلى هنا، في محاولة لصنع المستحيل، أي إنجاز إعلان استئناف المفاوضات في الأسبوع القادم، فهم يخشون نشوء وضع مستجد بعيد إعلان الأمم المتحدة تتجمّد فيه المفاوضات لأعوام عديدة، على حد تحذير وزير الخارجية ليبرمان. ويصب تصريح وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بشأن أن طريق السلام يمر عبر القدس وليس عبر نيويورك، في خانة هذه المساعي.
- هناك مقاربتان في القدس لمعالجة القضية، هما: مقاربة وزير الدفاع باراك، ومقاربة يعالون الذي يخطط للحلول مكانه. إذ اشتكى وزير الدفاع، هذا الأسبوع، من أن الحكومة لا تناقش المسائل الملتهبة، ويُفهم من كلامه أن كل شيء مهم يتم الاتفاق بشأنه في طاقم الوزراء الثمانية الذي ناقش هذا الأسبوع تدهور العلاقات مع تركيا. ويبدو أن باراك أيضاً مستاء من مساكنته لوزير شؤون الاستخبارات دان مريدور، ومع أنه متفق مع نتنياهو وليبرمان ويعالون على أنهم غير مسؤولين عن الوضع الحالي، لكنه يتميز عنهم بالتأكيد بعدم التخلي عن المسار السياسي. ويقترح باراك عقد اجتماع للحكومة السياسية - الأمنية التي تضم 15 وزيراً أصيلاً و4 وزراء مراقبين، للاستماع لتقويمات جميع الهيئات وتحليلاتها، ومن بينها دائرة الأبحاث في وزارة الخارجية والموساد والشاباك وأمان، وذلك بهدف تحصين وضع إسرائيل في خضم هذه العاصفة المتعددة الأوجه.
- من جهته، يقول يعالون أنه لم يتأثر بخطاب أردوغان في القاهرة، على الرغم من أنه استُقبل كصلاح الدين الأيوبي الذي طرد الصليبيين من فلسطين سنة 1187. ويصر يعالون على عدم الاعتذار من الأتراك وعلى أن الجنود الإسرائيليين كانوا في حالة دفاع عن النفس.
- الآن، كل الأنظار مشدودة نحو الأردن. فقد فُسرت، في إسرائيل، تصريحات الملك عبد الله الثاني خلال الأسبوع الماضي، على أنها تعكس الضغط الذي يتعرض له الملك. فهو قلق من التطورات الأخيرة، وليس مستعداً للقاء نتنياهو، على الرغم من المحاولات المتكررة من الجانب الإسرائيلي لعقد لقاء، وهناك أيضاً مشكلة المياه الاستراتيجية العالقة.
- أمّا في إسرائيل، فهم قلقون من الأردن على أكثر من صعيد، إذ ثمة قلق على استقرار الأنظمة في المنطقة بصورة عامة، وعلى رأسها النظام الأردني، كذلك هناك قلق من العلاقة الجيدة جداً بين الرئيس الأميركي أوباما والملك الأردني عبد الله الثاني.