على نتنياهو أن يدرك أنه لم يبق أمامه سوى "لعبة الاتفاق" مع الجانب الفلسطيني
تاريخ المقال
المصدر
- تقترب جولة المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية التي يشرف عليها وزير الخارجية الأميركي جون كيري من مرحلتها الأخيرة، ففي هذا الأسبوع سيأتي كيري إلى المنطقة يراوده أمل الحصول على إجابات إيجابية عن "الاتفاق/ الإطار" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويهدف هذا الاتفاق في حال الموافقة عليه، إلى أن يقود الجانبين إلى حل واحد هو السلام على أساس إقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 1967 مع تبادل أراض متفق عليها.
- حتى الآن تم استعمال الكثير من كلمات "إذا" و"ربما" و"مع ذلك" في الطريق إلى الاتفاق، كما تراكم الكثير من التناقضات والغمز والتشويش المتبادل بحيث كف الشارع في كل من إسرائيل والضفة الغربية عن إظهار الاهتمام به. ويبدو أنه لا يوجد جمهور، لكن ثمة دراما وهي كبيرة حتى لو باء مسار المفاوضات بالفشل.
- إن الأميركيين على يقين من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ترك مقعد المتفرج ونزل إلى الملعب وبات داخل اللعبة. ويمكن القول إن احتمال أن يوافق على اتفاق هو بنسبة نحو 50%.
- إن زملاء نتنياهو في الحكومة وفي الكنيست يفسرون سلوكه بطريقة مغايرة، ويقولون إنه في المحصلة يحاول أن يكسب وقتاً، أو أنه لا تهمه سوى عناوين الصحف في اليوم التالي، وهو أيضاً لا يلعب لعبة الاتفاق وإنما لعبة غايتها الوحيدة أن يزيح عن كاهله [تجاه الأميركيين] أي مسؤولية عن الفشل. ومع ذلك ثمة احتمال أن يكون جميع هؤلاء وأن نكون نحن على خطأ في كل ما يتعلق بفهم ما يدور في خلد نتنياهو.
- لنبدأ من لعبة الاتهام التي يكثرون الحديث عنها. من الواضح للأسف أن إسرائيل خسرت في هذه اللعبة، فالأنباء التي نشرت في الأيام القليلة الفائتة عن خطط بناء جديدة في مستوطنات المناطق [المحتلة] بموازاة إطلاق دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، ثبتت في وعي العالم أن إسرائيل هي المذنبة. وكما قال دبلوماسي أجنبي رفيع أخيراً: "يُطمئننا الإسرائيليون بأن الحديث يدور حول خطط تتعلق بالمستقبل، لكن هنا تكمن المشكلة الحقيقية، لأنه إذا كانت خططكم للبناء في كل هذه الأماكن في المستقبل، فلماذا تجري مفاوضات؟".
وينطبق حكم هذا الدبلوماسي على قرار اللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين أول من أمس (الأحد) والقاضي بتبني مشروع قانون ينص على ضم غور الأردن إلى إسرائيل بناء على اقتراح قدمته عضو الكنيست ميري ريغف ودفع به قدماً داخل الحكومة وزير الداخلية جدعون ساعر، وكلاهما عبدان لأعضاء مركز المتطرفين في حزب الليكود ولا تهمهم مصالح الدولة وحاجاتها. وقد أتاح نتنياهو إمكان دفع هذا الاقتراح قدماً، فقد خشي أن يبدو معتدلاً جداً في الأسبوع الذي يطلق فيه قتلة فلسطينيين. لكن من المرجح في المرحلة التالية، أي لدى التصويت على مشروع القانون في الهيئة العامة للحكومة، أن يقوم بعرقلته، لكن بعد أن يكون الضرر المترتب عنه قد حصل. - إن نتنياهو يعلم أنه خسر في لعبة الاتهام، وإذا كان ما زال يريد أن يلعب في الملعب الدولي وأن يحافظ على مكانته في مركز ائتلافه الحكومي وفي داخل التيار المركزي للرأي العام الإسرائيلي، فعليه أن يدرك أنه بقيت أمامه لعبة واحدة فقط هي لعبة الاتفاق.