من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قبل أيام من وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة من اجل إجراء جولة مكثفة من المحادثات في القدس ورام الله لبلورة "اتفاق الإطار" الذي ينوي كيري تقديمه في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل، يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طمأنة أعضاء حزبه وشركائه في الائتلاف الحكومي.
حتى الآن لا يعرف أحد كيف ستكون الصيغة النهائية لهذا الاتفق"، لكن ترجّح التقديرات أنه سيتضمن مبادئ مثل إجراء مفاوضات على أساس خطوط 1967 مع تعديلات وتبادل أراض، ووجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غور الأردن، وحل مشكلة اللاجئين ضمن الدولة الفلسطينية، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وحديث عام عن عاصمة للفلسطينيين في القدس.
وذكر أربعة وزراء كنيست من حزبي الليكود والبيت اليهودي للصحيفة أن نتنياهو حاول في المحادثات التي أجراها معهم أن يقلل من أهمية الوثيقة التي يسعى كيري إلى تقديمها، وأنه عرض على كل واحد منهم صيغة مختلفة تماماً بشأن ما يمكن أن يتضمنه "اتفاق الإطار"، لكن فحوى كلامه أن المقصود وثيقة لن تكون لها انعكاسات عملية على الأرض، وأن الهدف منها منع انهيار المفاوضات وتمديدها سنة أخرى.
وأشار أحد الوزراء من حزب الليكود إلى أنه سمع نتنياهو يقول إن الوثيقة ستكون بمثابة "ورقة" تمثل الموقف الأميركي، وإن إسرائيل ليست ملزمة بتوقيعها بصورة رسمية، ولن تضطر الحكومة إلى التصويت عليها. وأضاف الوزير أنه فهم من نتنياهو أن الإسرائيليين والفلسطينيين سيكون بإمكانهم القول إنهم يقبلون بالاقتراح الأميركي كأساس للمفاوضات، مع التشديد على التحفظات التي لديهم على هذا الاقتراح من دون الدخول في التفاصيل.
وكان نتنياهو ذكر في جلسة عقدتها كتلة الليكود أمس [الاثنين] إن الأميركيين لم يقدموا بعد أي ورقة، وعندما سيفعلون ذلك، فإنها على الأرجح ستتضمن "جميع المسائل الجوهرية المعروفة مثل الحدود، والترتيبات الأمنية، والقدس، واللاجئين، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. لكن الورقة ستطرح مبادئ لاجراء المفاوضات لا اقتراحاً جديداً لحل النزاع". وأضاف: "إن موقفنا يختلف عن الموقف الأميركي وبالطبع عن الموقف الفلسطيني".
وإلى جانب المساعي التي يبذلها نتنياهو لطمأنة وزرائه وأعضاء الكنيست من حزب الليكود، فهو يقوم بعملية جس نبض لرئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت لمعرفة ما إذا كان ينوي الاستقالة من الحكومة في حال قبلت الحكومة وثيقة كيري أساساً للمفاوضات. لكن بينت أعرب عن رغبته بعدم الكشف عن موقفه قبل الاطلاع على مضمون الوثيقة.
ومن غير الواضح من الرسائل التي بعث بها نتنياهو إلى أعضاء حزبي الليكود والبيت اليهودي ما إذا كانت تعكس بصورة صادقة فهمه لما سيعرضه كيري أم أنها محاولة من جانبه لتهدئة اليمين.
خلال الأشهر الأخيرة قام كيري بقيادة أهم مسعى أميركي جدي من أجل دفع الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني منذ المساعي التي بذلها الرئيس بيل كلينتون سنة 2000 في مؤتمر كامب ديفيد. ومن المنتظر أن يعرض كيري مبادئ حل للمسائل الجوهرية في هذا النزاع قد تكون مشابهة للمبادئ التي تضمنتها الخطة التي عرضها كلينتون في 23 كانون الأول/ديسمبر 2000، مع فارق أساسي أن كلينتون عرض أفكاره قبل شهر من نهاية ولايته، بينما كيري سيعرضها قبل انتهاء سنته الأولى في وزارة الخارجية.