مسح لمواقف المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل إزاء المفاوضات مع سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       قبل أسبوعين قام الجيش الإسرائيلي، كما جرت العادة منذ أعوام كثيرة، بتدريبات عسكرية كبيرة في هضبة الجولان. وقد تم توجيه رسالة في هذا الشأن إلى السوريين، أوضحت أنه ليس لدى إسرائيل أي نية لتسخين منطقة الحدود. فكيف تستوي هذه الرسالة المطمئنة مع التهديدات التي أطلقها أمس، وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان ؟

·       لقد سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد هذه التهديدات، إلى الاتصال بليبرمان، لكن مستشاري نتنياهو أكدوا أنه "لم يوبخه". وقال هؤلاء إن رئيس الحكومة ووزير الخارجية متفقان، عملياً، على مضمون التهديدات، لكنهما مختلفان على توقيت إطلاقها، نظراً إلى أن نتنياهو معني الآن باستتباب الهدوء على الجبهة السورية.

·       إن السؤال المطروح هو: ما الذي يرغب زعماء إسرائيل فيه فعلاً؟ إن عملية مسح مواقف قادة المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل من المفاوضات مع سورية، تبيّن ما يلي:

·       أولاً، إن رئيس الحكومة نتنياهو معني باستئناف المفاوضات مع سورية، لكنه يرفض التعهد مسبقاً بالانسحاب من هضبة الجولان. وبذا، فإنه لا يختلف عن رؤساء الحكومة السابقين يتسحاق رابين وشمعون بيرس وإيهود باراك وإيهود أولمرت. وكان رئيس الحكومة الأسبق أريئيل شارون هو الوحيد الذي رفض عبارة "الانسحاب من الجولان".

·       ثانياً، إن وزير الدفاع، إيهود باراك، يؤيد استئناف المفاوضات مع سورية والانسحاب من الجولان.

·       ثالثاً، إن رئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، يعتقد، مثل باراك، أنه يجب استئناف المفاوضات مع سورية على وجه السرعة، كما يجب دفع الثمن الكامل في مقابل اتفاق سلام، ذلك بأن البديل هو حرب تمس الجبهة الداخلية الإسرائيلية بصورة قاسية، على الرغم من أن سورية ستُمنى بهزيمة في نهايتها.

·       رابعاً، إن التقديرات السائدة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] هي أن [الرئيس السوري] بشار الأسد سيواصل التصرف بحذر كبير إزاء إسرائيل، ولا توجد نية لديه لشن حرب عليها. وقد أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يادلين، مؤخراً، أنه من المتوقع أن يؤدي اتفاق سلام مع سورية إلى تغييرات إيجابية في الشرق الأوسط كله.

·       خامساً، إن الأكثرية في طاقم الوزراء السبعة، والمؤلفة من نتنياهو وليبرمان وموشيه يعالون وبـِني بيغن وإيلي يشاي، تعارض الانسحاب من الجولان، في حين أن دان مريدور وإيهود باراك يؤيدان الانسحاب الكامل في مقابل اتفاق سلام.

 

·       ولا شك في أن هناك أهمية كبيرة لموقف الولايات المتحدة في هذا الشأن. ويبدو أن قرار واشنطن إعادة السفير الأميركي إلى دمشق يهدف إلى توثيق التعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، سي. أي. إيه، وبين أجهزة الأمن السورية، في مجال مواجهة المنظمات "الإرهابية" التي تخرج من الأراضي السورية للقيام بعمليات مسلحة ضد القوات الأميركية والجيش العراقي في العراق. وفي مقابل هذا التعاون، فإن الأسد يتوقع حصول الولايات المتحدة على موافقة نتنياهو على الانسحاب الكامل من هضبة الجولان، وذلك في إطار اتفاق سلام بين الجانبين.