من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لم يثبت الرئيس الأميركي باراك أوباما، حتى الآن، أنه يفهم الشرق الأوسط جيداً، فإصلاح الأوضاع في المنطقة يتطلب وجود مفهوم واقعي يحدد المشكلة، وهو لا يملك مفهوماً كهذا. صحيح أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو و [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس يثيران الغضب، لكنهما ليسا مصدر المشكلة، وإنما أحد عوارضها.
· إن المشكلة الحقيقية تكمن في أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية يسلب الفلسطينيين حقوقهم الفردية والقومية، ويهدد طابع إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، ويمس مصالح الغرب والولايات المتحدة.
· لقد باءت محاولات إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بواسطة خطوات أحادية الجانب بالفشل، فالعبرة من خطة الانفصال عن غزة [في سنة 2005] هي أن الانسحاب الإسرائيلي من دون تسوية سياسية يؤدي إلى تأجج التطرف الفلسطيني، وإلى إبعاد السلام، بل ومن شأنه أن يقرّب الحرب.
· من ناحية أخرى، فإن محاولات إنهاء الاحتلال بواسطة تحقيق السلام باءت بالفشل هي أيضاً. إن العبرة من أوسلو وكامب ديفيد وأنابوليس هي أن القيادة الفلسطينية المعتدلة ليست على استعداد لقبول اتفاقات سلام بعيدة المدى، فعلى مدار 16 عاماً من العملية السياسية المضنية والمؤلمة، لم يوافق الفلسطينيون على تقديم تنازل واحد يتعلق بالموضوعات الجوهرية. إن رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ورفضهم تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح، والتنازل عن حق العودة، حال دون إحلال السلام، وسيمنع إحلاله في المستقبل المنظور. وفي واقع الأمر، فإنه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي لتقسيم البلد.
لقد حاول سلفا أوباما في البيت الأبيض أن يتدخلا في الشرق الأوسط، فكلينتون حاول أن يحدث ثورة سلمية ومُني بالفشل، كما أن جورج بوش حاول أن يحدث ثورة ديموقراطية ومُني هو أيضاً بالفشل. إن العبرة الرئيسية، التي يتعين على أوباما أن يستخلصها من ذلك، هي أنه لا يمكن معالجة مشكلات الشرق الأوسط بواسطة ثورات، وإنما بواسطة عملية تطورية طويلة الأمد تحدث تغييراً في المجتمع الفلسطيني، وتؤدي في الوقت نفسه، إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. إن ما يتوجب على أوباما فعله، هو أن يبادر إلى عملية سلام متدرجة وعميقة وحذرة تؤدي في نهاية المطاف إلى تقسيم البلد، بدلاً من إضاعة الوقت في محاولة عقيمة لحمل نتنياهو وعباس على توقيع اتفاقَ سلام وهمياً.