قمة نيويورك لن تساعد في دفع التسوية السياسية قدماً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      بات من الواضح، بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية، أن تقسيم البلد أمر حتمي، لكن لا أحد يدرك كيف تنوي هذه الحكومة أن ترسم خريطة الدولتين في المستقبل. كما أن السلطة الفلسطينية لا تعرف ما هي التسوية المقبولة من جانب إسرائيل. في الوقت نفسه، فإن الإدارة الأميركية الحالية تحاول أن تتنصل من المبادئ التي تم التوصل إليها مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لكنها تجد صعوبات كبيرة في طرح خطة سياسية بديلة.

·      من ناحية أخرى، فإن محاولات الحكومة الإسرائيلية، الرامية إلى تنحية الموضوع الفلسطيني من جدول الأعمال السياسي الأميركي والعالمي، وذلك عن طريق التشديد على الموضوع الإيراني، لم يُكتب لها النجاح. وقد شكل ذلك درساً للحكومة الإسرائيلية فحواه أن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني سيبقى دائماً في رأس جدول أعمال الأسرة الدولية، حتى لو كان هناك موضوعات مهمة أخرى.

·      إن قمة نيويورك أمس هي تعبير عن قيام الولايات المتحدة بأخذ زمام المبادرة. لكن يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم يكن راغباً في عقد القمة، خوفاً من مناقشة موضوع "تجميد الاستيطان" مرة أخرى. كما أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لم يكن راغباً في عقدها، خوفاً من أن يكون مضطراً إلى التنازل عن موقفه الحازم والرافض عقد أي لقاء مع الجانب الإسرائيلي قبل تجميد الاستيطان.

·      في ضوء الأوضاع التي نجمت الآن، من المتوقع أن يتطرف عباس في مواقفه، وأن يواجه نتنياهو صعوبات كبيرة في الموافقة على المطالب التي ستُعرض. بناء على ذلك، فإن الفجوات بين الجانبين ستظل غير قابلة للجسر في المستقبل المنظور.

·      ولن ينجم عن قمة نيويورك أي فائدة، ما دمنا نفتقر إلى زعامة إسرائيلية وفلسطينية تملك نيات حازمة وجادة تدفع التسوية السياسية قدماً، وتكون على استعداد لمواجهة المعارضة الداخلية، حتى لو أدى ذلك إلى خسارة السلطة.