على أوباما أن يكون أكثر حزماً بعد قمة نيويورك
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      أثبتت القمة الثلاثية، التي عقدت في نيويورك أمس، أنه حتى مناسبة التقاط الصور يمكن أن تنطوي على أهمية دبلوماسية كبيرة. فقد قام الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتبليغ الإسرائيليين والفلسطينيين أن إنهاء النزاع بينهما هو مصلحة أميركية عليا، وأنه يتعين عليهما استئناف مفاوضات الحل الدائم على الفور. وفي إثر القمة، واصل أوباما، داخل الغرف المغلقة، هذه اللهجة، وقام بإملاء جدول زمني سريع للتحضير للمحادثات.

·      لا شك في أن مساعدي أوباما نقلوا له أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تستقي معلوماتها من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمقربين منه، تصوّر الرئيس الأميركي على أنه "خِرقَة"، وأن نتنياهو أكد، خلال المقابلات الصحافية التي أدلى بها مؤخراً، بمناسبة رأس السنة العبرية الجديدة، أنه ليس مغفلاً، وأنه صمـد في وجه الضغوط التي مارسها أوباما عليه من أجل تجميد الاستيطان.

·      ولم تكن صورة أوباما أفضل لدى الجانب الفلسطيني، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) أعلن أنه يرفض لقاء نتنياهو ما دام البناء في المستوطنات مستمراً، كما أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أكد أن احتمالات عقد القمة الثلاثية في نيويورك أقرب إلى الصفر.

·      وعلى ما يبدو، فإن هذه الأوضاع التي تنطوي على تشكيك في حزم أوباما وصدقيته، هي التي استلزمت منه أن يوضح للإسرائيليين والفلسطينيين أن هناك حدوداً لوقاحتهما. وكما يبدو، فإن الرسالة التي أراد تمريرها بواسطة القمة، هي أنه لن يتحمل تبادل الاتهامات إلى ما لا نهاية، وأن الأمر المهم هو الخوض في القضايا الجوهرية.

·      مع ذلك، فإن الاختبار الحقيقي لأوباما ما زال أمامه، إذ لا يكفي إبداء الحزم عبر شاشات التلفزة، وإذا كان صادقاً فيما أعلنه أمس، فإن عليه أن يكون أكثر حزماً من الآن فصاعداً.

·      أمّا على المستوى السياسي الإسرائيلي الداخلي، فإن قمة أمس انطوت على مفاجأتين: الأولى هي اشتراك وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، فيها، وهو الذي سبق أن قال إن المفاوضات مع الفلسطينيين لا لزوم لها، وأنه لن يشترك فيها؛ الثانية، هي قيام وزير الخارجية الأسبق سيلفان شالوم [من حزب الليكود] بزيارة الخيمة التي نصبها المستوطنون في القدس احتجاجاً على القمة. ويبدو أن شالوم، الذي أيّد الانفصال عن غزة [في سنة 2005]، انتقل إلى صف المدافعين عن المستوطنات في الحلبة السياسية الإسرائيلية.