دعا رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، في مستهل لقاء القمة الثلاثية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى التوصل بسرعة إلى مفاوضات السلام، وقال، في رسالة لا تقبل التأويل: "آن أوان التوقف عن الكلام على بدء المفاوضات والتحرك إلى الأمام. يجب بدء المفاوضات بشأن الحل النهائي، وكلّما بكّرنا كان ذلك أفضل. وقد قلت للقادة الموجودين هنا، إنه على الرغم من الماضي، وعدم الثقة، والمشكلات، يجب إيجاد الطريق الذي يقودنا إلى الأمام".
وأضاف: "علينا البحث في جميع القضايا المدرجة في جدول الأعمال. كلنا يعلم أن هذا لن يكون سهلاً، لكننا موجودون هنا اليوم لأن هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله الآن، وفي الأسابيع المقبلة، وفي الأشهر والأعوام المقبلة. هذه مسألة حيوية ليس للفلسطينيين والإسرائيليين فحسب، بل بالنسبة للعالم أجمع، وللولايات المتحدة أيضاً".
وتوجه أوباما إلى الطرفين بنبرة توبيخ قائلاً: "على الفلسطيينيين القيام بالمزيد من أجل التقدم في المفاوضات. وقد قام الإسرائيليون بخطوات، لكن عليهم العمل على كبح النشاط الاستيطاني".
وتابع: "لقد حدث تقدم منذ بداية تعاملنا مع هذه القضية في كانون الثاني/ يناير، لكن بقي كثير مما يجب عمله. لقد حسّن الفلسطينيون بناء أجهزتهم الأمنية، وقدمت إسرائيل تسهيلات إلى الفلسطينيين، لكن، وكما قلت، لا يزال هناك ما يجب القيام به، كما أنه لدى الدول العربية أيضاً ما يجب القيام به في هذا الشأن. سيلتقي السناتور ميتشل مندوبي الطرفين خلال الأسبوع المقبل، وقد طلبت من رئيس الحكومة [بنيامين نتنياهو] والرئيس [محمود عباس] مواصلة هذه المباحثات المكثفة وإرسال مبعوثيهم إلى واشنطن مجدداً خلال الأسبوع المقبل. كما طلبت من وزيرة الخارجية كلينتون أن تقدم لي، في أواسط تشرين الأول/ أكتوبر، تقريراً بشأن تقدم الاتصالات ".
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في إيجاز قدمه إلى المراسلين الإعلاميين عقب اللقاء ("هآرتس"، 23/9/2009)، إنه جرى الاتفاق على استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة. وأضاف قائلاً إن "أهمية اللقاء تكمن في عقده تحديداً... لأنه لم يكن هناك اتصالات طوال نصف عام".
وأضاف نتنياهو أنه لا يعتقد أنه يجب وضع شروط مسبقة للمفاوضات، فعلى حد قوله، فإنه "مثلما يطلب الفلسطينيون منا أموراً، فإننا نتوقع من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وهذا ليس شرطاً لبدء المفاوضات، لكنه شرط لاختتامها بنجاح". وقال إن "السلام يجب أن يقوم على ثلاث أرجل ـ الاعتراف، والأمن، والتقدم الاقتصادي. وقد آن أوان التحرك على الصعيد السياسي أيضاً، ونحن مستعدون لهذا الأمر منذ أشهر طويلة".
وعلى الرغم من أن قضية تجميد البناء في المستوطنات نوقشت كثيراً قبل لقاء القمة بين أوباما ونتنياهو وأبو مازن، إلا إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قال في حديث إلى الصحافيين عقب اللقاء إن تجميد البناء في المستوطنات ليس بالضرورة ضرورياً لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين ("معاريف"، 23/9/2009). وأضاف أن الولايات المتحدة لم تطرح قط شروطاً مسبقة لاستئناف المفاوضات، فعلى حد قوله، فإن الاقتراحات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى الطرفين ستمكّن من استئناف المحادثات في أفضل شروط ممكنة، وستعزز فرص النجاح.