كان في إمكان إسرائيل أن تمنع إقامة "لجنة غولدستون"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      إن الخطوة الصحيحة، التي كان يتعين على إسرائيل الإقدام عليها، عقب انتهاء عملية "الرصاص المسبوك" في غزة، هي منع إقامة "لجنة غولدستون"، وقد كان مثل هذا الأمر ممكناً، لو أنها تصرفت كما فعلت في إبان حملة "السور الواقي" [في سنة 2002].

·      يذكر الجميع أنه قبل سبعة أعوام ونصف عام شنت إسرائيل حملة "السور الواقي" على السلطة الفلسطينية، لا على "حماس"، وذلك عقب وقوع عملية تفجيرية قاسية في فندق "بارك" في مدينة نتانيا عشية عيد الفصح العبري. وقد تحفظت الولايات المتحدة من تلك الحملة، كما أن وزيرة الخارجية الأميركية في ذلك الوقت، كوندوليسا رايس، طلبت من إسرائيل أن تنسحب من المدن الفلسطينية في غضون 48 ساعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية محاصرة مقر [الرئيس الفلسطيني السابق] ياسر عرفات في رام الله أدّت إلى حملة نقد شديدة من قبل أقرب أصدقاء إسرائيل.

·      وفي أثناء تلك الحملة، أعلن مدير الأونروا أن إسرائيل ارتكبت مجزرة فظيعة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين أسفرت عن قتل 500 مدني فلسطيني بدم بارد، فقرر الأمين العام للأمم المتحدة إقامة لجنة تحقيق شبيهة بـ "لجنة غولدستون"، غير أن القيادة السياسية والأمنية والقانونية في إسرائيل اتخذت على الفور قراراً حاسماً فحواه منع إقامة لجنة كهذه، ووجهت رسالة حازمة إلى الولايات المتحدة والأمم المتحدة أكدت فيها أنه في حال إقامة لجنة تحقيق، فإنها لن تسمح لها بدخول إسرائيل. كما قامت هذه القيادة بجهود كبيرة لدى كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بهدف الحيلولة دون إقامة اللجنة، وفي نهاية المطاف تكللت هذه الجهود بالنجاح.

·      إن الدرسين اللذين يمكن استخلاصهما من هذه التجربة، هما درسان بسيطان للغاية: أولاً، أن هناك مخاطر يجب كبحها عندما تكون "صغيرة"؛ ثانياً، أن أي إنجاز سياسي يبقى رهن مستوى الحزم والإصرار اللذين تبديهما القيادة منذ أول لحظة.