من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومستشاريه يبذلون جهوداً كبيرة من أجل تجنب وقوع مواجهة مع رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، الذي دعا على رؤوس الأشهاد إلى وقف البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وشرقي القدس، إلا إن إسرائيل والولايات المتحدة تسيران، منذ إطلاق تلك الدعوة، في مسار لا بُد من أن يفضي إلى تصادم بينهما، إلا إذا خضعت الحكومة الإسرائيلية لإملاءات أوباما.
· إن السؤال المطروح الآن هو: كيف سيواجه نتنياهو هذه المشكلة؟ من المعروف أن نتنياهو اضطر، في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [خلال الأعوام 1996 - 1999]، إلى خوض مواجهة مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، ولكنه في كانون الثاني/ يناير 1997 خضع لضغوط إدارة كلينتون، ووقّع مع [الرئيس الفلسطيني السابق] ياسر عرفات اتفاق الخليل الذي انسحب الجيش الإسرائيلي، بموجبه، من معظم أجزاء المدينة، ودخلت قوة دولية صغيرة إليها. ومنذ ذلك الوقت سيطرت "حماس" على المدينة، وفقط بعد عودة الجيش الإسرائيلي إليها، في إثر الانتفاضة الثانية، تمّ القضاء على "الإرهاب" الفلسطيني الذي تواصل في ظل سيطرة "حماس".
· وبعد عام من توقيع اتفاق الخليل وافق نتنياهو على عقد لقاء مع عرفات في واي بلانتيشين، برعاية كلينتون، غير أن هذا اللقاء لم يُفضِ إلى أي نتائج عملية.
· يبدو الآن، وفقاً لما نُشر في وسائل الإعلام، أن نتنياهو ينوي أن يماطل قليلاً في تلبية طلب أوباما، ريثما يهدئ من ثائرة حلفائه في الائتلاف الحكومي، وأن يعلن عقب ذلك تجميد البناء 9 أشهر. ومهما يكن الأمر، فإن الحل الوسط الذي سيلجأ نتنياهو إليه، لن يمنع المواجهة مع الولايات المتحدة.
· بناء على ذلك، يبرز السؤال التالي: أليس من الأفضل لنتنياهو أن يخوض مواجهة أيديولوجية مع واشنطن في كل ما يتعلق بقضية حق اليهود في العيش والاستيطان في أرض إسرائيل كلها، بدلاً من خوض حرب استنزاف بشأن الحل الوسط؟
· لقد فضلت إسرائيل، على مدار تاريخها، أن يكون هناك اتفاق كامل بينها وبين الولايات المتحدة، وهذا الأمر غير ممكن دائماً. إن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يستند إلى المُثل والقيم المشتركة فحسب، بل إلى المصالح المشتركة أيضاً. ولا شك في أن الولايات المتحدة ستحترم مواقف إسرائيل عندما يكون الأمر متعلقاً بحقها في الوجود، هذا الحق الناجم أولاً وقبل أي شيء، عن حق اليهود في الاستيطان في أرض إسرائيل كلها.