بيرس التقى عريقات سراً وطلب استئناف المفاوضات السياسية على وجه السرعة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

في ضوء الصعوبات التي تعترض عقد لقاء ثلاثي بين رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس [على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة في الأمم المتحدة]، عقد الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، الأسبوع الفائت، لقاء سرياً مع المسؤول عن ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، كان هدفه ممارسة الضغط على عباس كي يوافق على عقد لقاء مع نتنياهو، وعلى استئناف المفاوضات السياسية.

ومن المعروف أن بيرس يقوم، منذ بضعة أسابيع، بتقديم المساعدة إلى نتنياهو من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ووفقاً لما أكده مصدران سياسيان مطلعان في القدس، وبحسب دبلوماسيين أجانب، فقد قام بيرس، الأسبوع الفائت، بدعوة عريقات إلى زيارته، وذلك بعد أن أصبح هذا الأخير مقرباً جداً من عباس والمسؤول الأول عن الاتصالات السياسية مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وجاء عريقات، سراً، إلى بيت بيرس في القدس، حيث اجتمع به لساعتين شدّد بيرس خلالهما على ضرورة بذل الجهود كلها من أجل استئناف المفاوضات السياسية في موعد أقصاه نهايات الشهر الحالي، وقال موجهاً كلامه إلى عريقات: "يجب عدم إهدار هذه الفرصة. وأطلب منك أن تقول ذلك لعباس. عليه أن يحضر اللقاء في الولايات المتحدة". وأضاف: "صحيح أن هناك خلافات في الرأي بشأن موضوع المستوطنات وموضوعات أخرى، لكن لا بُد من التوصل إلى حلول لها. إن أكثر الأمور الأكثر أهمية في الوقت الحالي هو استئناف المفاوضات على وجه السرعة".

ويعتقد بيرس أن في الإمكان التوصل إلى اتفاق بشأن بضعة موضوعات، وخصوصاً موضوع الحدود، في غضون فترة قصيرة، أما فيما يتعلق بموضوعات أخرى، مثل القدس واللاجئين، فيجب إقامة طواقم عمل تتباحث فيها لمدة أطول. وقد أحاط بيرس نتنياهو علماً بمجريات اللقاء، لكن ديوان رئيس الدولة رفض التعقيب على هذا النبأ.

هذا، ويلتقي نتنياهو، اليوم، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل. وقد أبدى رئيس الحكومة استعداده لتجميد أعمال البناء في المستوطنات بصورة جزئية، ولستة أشهر فقط، في حين تطالب الإدارة الأميركية بتجميدها عاماً واحداً على الأقل. وتسود تقديرات بأن الطرفين سيتوصلان إلى حل وسط فحواه تجميد البناء لمدة 9 أشهر.

وسيقوم ميتشل، عقب لقائه نتنياهو، بزيارة رام الله ولقاء الرئيس عباس، وذلك بهدف إقناعه بحضور لقاء القمة الثلاثية في نيويورك.

وقام مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، خلال الأيام القليلة الفائتة، بنقل رسائل إلى إسرائيل تضمنت مطالب بتخفيف حدّة المواقف إزاء موضوع الاستيطان، وبإطلاق تصريحات تتيح للفلسطينيين إمكان "النزول عن الشجرة" وحضور القمة الثلاثية في الأمم المتحدة. ويُعتبر عقد هذه القمة مهماً للغاية بالنسبة إلى الإدارة الأميركية التي تسعى لأن تعرض إنجازاً، ربما يكون وحيداً حتى الآن، حققته السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس أوباما.