نتنياهو وافق على الانسحاب من الجولان في إبان ولايته الأولى
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      ظل بنيامين نتنياهو، على مدار أعوام طويلة، ينفي أن يكون وافق على الانسحاب من هضبة الجولان، في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [خلال الأعوام 1996 - 1999]، غير أن "وثيقة لاودر"، التي ننشرها اليوم لأول مرة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والتي قام [رجل الأعمال اليهودي الأميركي] رون لاودر، المقرّب من نتنياهو، بنقلها إلى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، تشمل تعهداً إسرائيلياً بالانسحاب إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967، في مقابل تعهد السوريين بالسماح بإقامة محطة إنذار أميركية ـ فرنسية في جبل حرمون [جبل الشيخ].

·      وجرى الاحتفاظ بهذه الوثيقة، على مدار أعوام طويلة، في خزائن وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولم يكن في إمكان أحد أن يطّلع إلا عدد قليل من الأشخاص فقط. وسبق أن سرت شائعات بشأن وجود هذه الوثيقة، لكن جرى نفيها جملة وتفصيلاً، وها نحن نقوم الآن بنشرها لأول مرة.

·      تجدر الإشارة إلى أن لاودر كان في تلك الفترة مبعوثاً خاصاً لنتنياهو، وأنه أجرى محادثات مع المسؤولين السوريين، والتقى بضع مرات الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، الذي توفي في وقت لاحق. وقد وجه لاودر رسالة في هذا الشأن إلى الرئيس كلينتون بعنوان "اتفاق السلام بين إسرائيل وسورية"، تضمنت ثماني نقاط تتعلق بالمبادئ التي تمّ الاتفاق عليها بين الطرفين.

·      تتطرق أول نقطة إلى موضوع الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، وجاء فيها: "تنسحب إسرائيل من الأراضي السورية التي احتلت في سنة 1967، وفقاً لقراري مجلس الأمن 242 و 338، اللذين يؤكدان حق الدول كلها في حدود آمنة ومعترف بها في إطار معادلة الأرض في مقابل السلام. ويجري الانسحاب [الإسرائيلي] إلى حدود متفق عليها، تستند إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967، ويتم تنفيذه على ثلاث مراحل تنتهي بعد عام ونصف عام، أي بعد 18 شهراً، ويبدأ تطبيق التطبيع في المرحلة الثالثة. ويتم إعلان انتهاء حالة الحرب بين الدولتين في أول مرحلة من الانسحاب".

·      أما النقطة الخامسة في هذه الوثيقة، فتتطرق إلى المقابل الذي ستحصل إسرائيل عليه، وجاء فيها: "في حال وجود ضرورة لإقامة محطة إنذار مبكر، فيمكن أن تبقى في [جبل] حرمون طوال عشرة أعوام بعد الانسحاب الكامل... وتكون محطة أميركية - فرنسية تخضع، بصورة كاملة، لمسؤولية هاتين الدولتين".

·      ويقول داني ياتوم، الذي تولى منصب رئيس الموساد في إبان ولاية نتنياهو الأولى، وكذلك منصب رئيس الطاقم السياسي ـ الأمني في إبان ولاية إيهود باراك في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [خلال الأعوام 1999 - 2001]، إن المهم في وثيقة لاودر "هو أنها تحدد نقاط الاتفاق، التي تم التوصل إلى اتفاق بشأنها بين إسرائيل وسورية". ويؤكد ياتوم، في مقابلة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" ـ "ملحق السبت"، وستُنشر غداً، أنه بحسب "وثيقة لاودر" فإن تلك النقاط كانت "بمثابة تفاهمات جرى التوصل إليها بواسطته بين نتنياهو والأسد الأب، وذلك خلال اللقاءات التي عقدها مع هذا الأخير". وهناك تفصيلات أخرى تتعلق بهذه المحادثات ستُنشر في كتاب جديد لياتوم سيصدر هذا الأسبوع عن منشورات "يديعوت أحرونوت".

على الرغم من ذلك، فإن نتنياهو ما زال مصراً على نفي أنه وافق على الانسحاب من الجولان. وجاء في بيان صادر عن ديوانه أمس، أن "رئيس الحكومة لم يوافق قط على الانسحاب إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967، لا بصورة مباشرة ولا بواسطة أي مبعوث". كما أن لاودر نفسه نفى هذا الأمر. وقال الناطق بلسانه: "إن لاودر وجّه رسائل إلى كلينتون تتعلق بأفكار جرى التداول فيها مع الرئيس السوري السابق، إلا إنه يرفض التطرق إلى مضمون هذه الرسائل لأنها شخصية للغاية".