من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا تزال حكومة بنيامين نتنياهو مستقرة، على الرغم من تركيبتها الائتلافية العجيبة. كما أن رئيسها نجح في تحقيق بضعة إنجازات، خلال نصف العام الأول من ولايته.
· إن أول إنجاز حققه نتنياهو هو إنجاز على المستوى السياسي، إذ يبدو، في الوقت الحالي، مختلفاً عما كان عليه في السابق. لقد أصبح سياسياً محنكاً، فهو يكثر من الإنصات إلى الآخرين وطلب المشورة، ويتردد ولا يبدو جازماً، وتخلى عن غروره. إن الذي يوجهه، أولاً وقبل أي شيء، هو السعي للإجماع ووحدة الصفوف والبحث عن الحلول الوسط. وبفضل الاعتدال والحذر، نجح في أن يحافظ على سلامة ائتلاف حكومي شبه مستحيل، وأن يقود حكومة مترهلة، وأن يواجه مناخاً دولياً مزروعاً بالألغام.
· إن الإنجاز الثاني الذي حققه نتنياهو هو إنجاز اقتصادي. فقبل بضعة أشهر توقعت عناوين وسائل الإعلام أن تواجه إسرائيل كارثة اقتصادية، وذلك في ضوء نسبة النمو الاقتصادي السلبية، وانهيار عملية جباية الضرائب، وتفاقم البطالة، غير أن ما نشهده الآن هو تحسن نسبة النمو الاقتصادي، وارتفاع جباية الضرائب، وتعزز مكانة إسرائيل في سلّم شركات الائتمان المالية العالمية. ولم يكن ذلك كله ممكناً من دون قيام نتنياهو ووزير ماليته، يوفال شتاينيتس، باعتماد ميزانية عامة لعامين، وإقرار خطة اقتصادية وصفقة شاملة. وبذلك أثبتت قيادة نتنياهو ـ شتاينيتس الاقتصادية نفسها.
· إن الإنجاز الثالث الذي حققه نتنياهو هو إنجاز سياسي، تمثل في خطابه في جامعة بار - إيلان، إذ يمكن القول الآن، وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذا الخطاب، إنه نجح في أن يوحّد الإسرائيليين، في معظمهم، حول تأييد حل الدولتين باعتباره حلاً معقولاً وواقعياً، وهذا الأمر، بدوره، يؤدي إلى أن يؤيد كثيرون في الغرب مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وأن تكون الدولة الفلسطينية مجردة من السلاح. كما أنه يضطر الفلسطينيين إلى حسم أمرهم، إما إلى ناحية السلام، وإما إلى ناحية خطة المراحل. وقد أصبح واضحاً الآن أن الكرة ليست في ملعب إسرائيل وحدها، بل هي أيضاً في ملعب الفلسطينيين والدول العربية والأسرة الدولية.
· غير أن إنجازات نتنياهو هذه ليست كافية، إذ إن حكومته لا تزال تفتقر إلى شيء أساسي هو: الرؤية. وبالتالي، يتعين على رئيس الحكومة أن يطرح على نفسه السؤال التالي: ماذا بعد؟ ذلك بأنه إذا لم يعرف كيف يقدم إلى الإسرائيليين مستقبلاً يحمل قدراً من الأمل، فإن مستقبله السياسي سيكون عرضة للخطر.