من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، موهوباً للغاية في اتباع طرق متعرجة، فهو لم يصل إلى حدّ إيجاد أزمة لا مع اليمين في إسرائيل، ولا مع الإدارة الأميركية. مع ذلك فإن السؤال المطروح هو: إلى متى سيكون في إمكانه أن يرضي اليمين، وأن يحافظ، في الوقت نفسه، على التفاهمات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومع الفلسطينيين؟
· علاوة على ذلك، لم يكن لدى إسرائيل، منذ فترة طويلة، رئيس حكومة يفرط في استعمال كلمة "أنا" مثل نتنياهو، فدافيد بن - غوريون [أول رئيس حكومة في إسرائيل]، والذي ساهم أكثر منه في بلورة طابع الدولة، لم يستعمل كلمة "أنا" قط. وتبرز "أنا" نتنياهو، على نحو خاص، إذا ما أخذنا في الاعتبار حقيقة أن حكومته، التي تُعتبر الأكبر في تاريخ حكومات إسرائيل، لم تناقش حتى الآن مبادرة السلام، التي طرحها أوباما وأعلن نتنياهو موافقته عليها.
· من الممكن أن يكون أوباما يأخذ في الاعتبار مشكلات نتنياهو الداخلية، وربما أن يكون كلاهما قد اتفقا على أصول اللعب، وعلى سقف الخلافات بين الدولتين. ولعله ليس من قبيل المصادفة أن بعض وسائل الإعلام يصف الخلافات بشأن البناء في المستوطنات كما لو أنها "مناورات منسقة"، لكن سواء أكان الأمر منسقاً أم لا فإن نتنياهو يلعب بالنار في كل ما يتعلق بمناورات البناء. وفي غضون الأيام القريبة المقبلة، والتي سيقوم خلالها المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط، جورج ميتشل، بزيارة المنطقة، ستصبح الصورة في هذا الشأن أوضح كثيراً.
· مهما يكن، فإن مكانة أوباما لم تضعف كثيراً، كما يتم تصوير الأمر في إسرائيل. ولو كنت مكان رام عمانوئيل [مدير طاقم موظفي البيت الأبيض] لكنت توقعت من نتنياهو أن يفصل على الفور ذلك الموظف في حاشيته، الذي سرّب إلى وسائل الإعلام تقديراً فحواه أن أوباما لن يُنتخب مرة أخرى. كما كنت توقعت أن يستنكر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية اقتراحاً تقدّم به الوزير يوسي بيلد، قبل بضعة أسابيع، فحواه أن توجه إسرائيل تحذيراً إلى أميركا فحواها أنها (إسرائيل) لن تشتري أسلحة منها.
لقد سبق أن اعترف نتنياهو بمبدأ الدولتين للشعبين، أي بضرورة إقامة دولة للفلسطينيين، وسيكون مضطراً إلى أن يحسم أمره في هذا الشأن سريعاً، أولاً، لأنه لا يرغب في أن يخسر رئاسة الحكومة مرة أخرى، وثانياً، هذه هي رغبة أغلبية الشعب الإسرائيلي.