يجب تقسيم البلد الآن وإرجاء السلام النهائي إلى وقت لاحق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يبدو أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو بات يتبنى موقفاً أكثر يسارية من الموقف الذي كان [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين يتبناه عشية اغتياله [في سنة 1995]. صحيح أن نتنياهو، شأنه شأن رابين، يطالب بأن تبقى القدس موحدة وأن تظل الكتل الاستيطانية الكبرى خاضعة للسيادة الإسرائيلية وأن يكون غور الأردن الحدود الأمنية [الشرقية] لإسرائيل، إلا إنه، خلافاً لرابين، يوافق على إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح. وبناء على ذلك، يمكن القول إن موقف زعيم اليمين في إسرائيل في سنة 2010 أكثر اعتدالاً من موقف زعيم اليسار في سنة 1995.

·       ومع هذا، فإن هناك مشكلة عويصة، ذلك بأن نتنياهو يطالب، في مقابل ما يبدي استعداده لتقديمه، بوضع حدّ للنزاع، في حين أن الفلسطينيين يطالبون، في مقابل ذلك، بما يبدو أن نتنياهو غير مستعد لتقديمه. ولذا، فقد نشأ وضع لا يمكن فيه الاستفادة من التنازلات الجديدة لرئيس الحكومة.

·       من الواضح أن السلام النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين يستوجب ستة مبادئ معروفة هي: الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وديمقراطية؛ إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح؛ تقسيم القدس؛ عملية إخلاء واسعة للمستوطنات؛ التنازل عن حق العودة الفلسطيني؛ الاتفاق على الحدود. ولا شك في أن الفلسطينيين لن يتنازلوا على الأقل عن حق العودة، في حين أن نتنياهو لن يوافق على الأقل على تقسيم السيادة في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف].

بناء على ذلك، فإن الحل الوحيد أصبح كامناً في التفكير خارج الإطار الحالي، والعودة إلى الطريق البراغماتي الذي اتبعه كيسنجر ورابين، وهو دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الجلوس في غرفة مغلقة وبلورة اتفاق مرحلي بعيد المدى. وبدلاً من أن يتعرض كل من [الرئيس الأميركي] باراك أوباما و [وزيرة الخارجية الأميركية] هيلاري كلينتون و [المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل للإهانة، فإن من الأفضل لهم أن يعدّوا العدة منذ الآن للخطة البديلة، وهي تقسيم البلد الآن وإرجاء السلام [النهائي] إلى وقت لاحق.