· على الرغم من أن الفلسطينيين أجروا، منذ توقيع اتفاق أوسلو [سنة 1993]، مفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية كلها، إلا إن قيادتهم بدأت بعد تسلم بنيامين نتنياهو مهمات منصبه رئيساً للحكومة الإسرائيلية، في نيسان/ أبريل 2009، بإيجاد الذريعة تلو الأخرى كي تتهرب من إجراء حوار مهم مع إسرائيل.
· ويبدو أن صعوبة تفسير هذا الموقف الفلسطيني قد تسللت إلى البيت الأبيض أيضاً، ذلك بأن كل من يقرأ بتمعن المقابلة الكاملة التي أدلى بها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى مجلة "تـايم" الأميركية، يجد أنه هو أيضاً واجه صعوبة كبيرة في فهم هذا التصرّف الفلسطيني.
· إزاء ذلك، فإن السؤال المطروح هو: ما هو السبب وراء رفض القيادة الفلسطينية مبادرة الإدارة الأميركية الحالية، التي تعتبر إدارة ملائمة من ناحيتهم؟ أعتقد أن الفلسطينيين لا يرغبون في إجراء مفاوضات مع نتنياهو، لأنه يُعتبر في نظرهم سياسياً عملياً يتطلع إلى حلّ عمليّ. ويبدو أن القيادة الفلسطينية غير راغبة، في الوقت الحالي، في التورط في مثل هذا الحل، بل حتى غير راغبة في الاقتراب منه.
· إن هذه الحقيقة هي الجانب العبثي للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني في سنة 2010. فالفلسطينيون على استعداد لمفاوضات عامة مع حكومة نتنياهو لا تؤدي إلى أي نتيجة، لكنهم ليسوا على استعداد لمفاوضات عملية يُحتمل أن تؤدي إلى نتائج ميدانية. إنهم يخافون مواجهة وضع يكونون مطالبين، في خضمه، برفض أو قبول تسوية موقتة قابلة للتنفيذ، تشمل تفكيك جزء من المستوطنات، ونقل مزيد من المناطق إلى سيطرتهم. إنهم يهربون من نتنياهو لأنه في نظرهم سياسي جاد.