تخلي واشنطن عن جهودها السياسية سيؤدي إلى تصعيد خطر الحرب في الشرق الأوسط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن اعتراف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، علناً، بفشل جهوده الرامية إلى استئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين يثير قلقاً عميقاً. وفي حال تخلي واشنطن عن جهودها السياسية في الشرق الأوسط، فإن ذلك سيفاقم خطر اندلاع حرب في هذه المنطقة.

·       إن الإشارات التي تدل على أن حرباً توشك أن تقع، تأتينا من كل حدب وصوب، من إيران ولبنان والضفة الغربية وغزة، وكذلك من إسرائيل نفسها. ويبدو أن قيام "الشرطي العالمي" بالتظاهر بالضعف يشجع حكام المنطقة على المجازفة.

·       ففي الجبهة الإيرانية نشهد عملية سباق تسلح وإطلاق تهديدات، كما أن إيران تقوم بتطوير سلاح نووي. وإزاء ذلك، فإن إسرائيل تهدد بشن حرب وقائية وقصف المنشآت النووية الإيرانية، بينما يهدد الإيرانيون، من ناحيتهم، بتدمير تل أبيب رداً على ذلك. في الوقت نفسه، فإن إيران تقوم بتسليح حزب الله و"حماس" بصواريخ تصل إلى منطقة غوش دان [وسط إسرائيل]، في حين تقوم إسرائيل بتطوير منظومات مضادة للصواريخ وبتجهيز الجبهة الداخلية للحرب.

·       أمّا في المنطقة الشمالية، فإن الجيش الإسرائيلي وحزب الله يستكملان استعداداتهما العسكرية لمواجهة حربية أخرى، بينما يعدّ الفلسطينيون في الضفة الغربية، العدة للقيام بانتفاضة ثالثة ستكون عبارة عن عصيان مدني ضد المستوطنات وجدار الفصل، وتهدف إلى جعل إسرائيل معزولة، وإلى انتزاع اعتراف بدولة فلسطينية. أمّا في غزة، فقد مُنيت المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" بشأن تبادل الأسرى بالفشل، وأخذ اتفاق الهدنة بالتقوّض، في ضوء ازدياد الحوادث العسكرية في المنطقة الحدودية.

·       ويبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، انزاح يميناً بصورة متطرفة في مقابل الفلسطينيين، وذلك في إثر عدم قبول البيت الأبيض والسلطة الفلسطينية مبادرات حسن النية التي قدمها، وباتت حكومته تبرز، أكثر من أي شيء، جهودها الرامية إلى تهويد شرقي القدس.

 

·       لا شك في أن ترك اللاعبين الإقليميين وحدهم، في ظل هذه الأوضاع كلها، يفاقم خطر اندلاع حرب. وربما يكون أوباما أعمى ولا يدرك هذا الأمر، وربما يكون قد ضاق ذرعاً بـ "اليهود والعرب"، لكن ثمة احتمالاً آخر هو أنه يتصرف كما تصرف [وزير الخارجية الأميركية الأسبق] هنري كيسنجر عشية حرب يوم الغفران [تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، أي أنه ينتظر اندلاع حرب تقوم الأطراف المثخنة بالجراح بعدها باستدعاء الولايات المتحدة كي تنقذهم وتفرض النظام في المنطقة.