مصادر شاركت في قمة شرم الشيخ: لم يتحقق أي تقدم في قضية تجميد البناء في المستوطنات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

عُقد في شرم الشيخ أمس الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقد جرت ثلاثة لقاءات شارك فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وتم خلال اللقاءات مناقشة قضية تجميد البناء في المستوطنات وعدد من القضايا الجوهرية.

ووصفت مصادر في الوفد المرافق لرئيس الحكومة المحادثات بأنها كانت ناجعة وإيجابية. ووفقاً لهذه المصادر، فقد تناولت المحادثات موضوع مستقبل تجميد البناء، وقضايا جوهرية متعلقة بالحل النهائي.

وستستمر هذه الجولة من المحادثات اليوم في القدس، وسيأتي عباس، لأول مرة منذ تولي نتنياهو منصبه، إلى مقر رئيس الحكومة في القدس حيث سيعقد لقاء سيشارك فيه كل من كلينتون والمبعوث جورج ميتشل.

وانفرد ميتشل بعقد مؤتمر صحافي قال فيه: "لقد بدأ الطرفان مناقشات جادة بشأن القضايا الجوهرية... وقد كررنا جميعاً تأكيد التزامنا بالعمل معاً من أجل تحقيق الهدف ـ سلام عادل، وقابل للبقاء، ومستند إلى الأمن. هدفنا جميعاً هو دولتان للشعبين، وحل جميع مشكلات إسرائيل التي ستقام إلى جانبها دولة فلسطينية ذات سيادة، ومستقلة، وقابلة للبقاء، وتعيش إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن" ("يديعوت أحرونوت"، 14/9/2010).

ودعا المبعوث الأميركي المندوبين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الامتناع من التسريبات بشأن ما يجري داخل غرف المباحثات. أما فيما يتعلق بقضية تجميد البناء في المستوطنات الذي سينتهي سريانه بعد نحو أسبوعين، فقال ميتشل: "إن موقفنا من موضوع المستوطنات معروف ولم يتغير. ونحن نعتقد أنه سيكون من المنطقي تمديد التجميد، وخصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار رغبة الأطراف في حدوث تقدم في المحادثات. نعلم أن هذه قضية سياسية شديدة الحساسية في إسرائيل، وندعو الرئيس عباس أيضاً إلى القيام بخطوات تساهم في هذه العملية [التفاوضية] وتشجعها".

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية شاركت في مفاوضات شرم الشيخ قولها إنه لم يتم تحقيق أي تقدم في القضية الأساسية ـ تجميد البناء في المستوطنات ـ وإن الجهود انصبت على إيجاد صيغة تمكّن الفلسطينيين من عدم الانسحاب من المفاوضات، وبموازاة ذلك، المحافظة على استقرار الحكومة في إسرائيل.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن تلك المصادر، بأنه على الرغم من الصعوبات ومن عدم تحقيق تقدم، فإنه يجري النظر في تقديم عدد من مبادرات حسن النية إلى الجانب الفلسطيني، بما في ذلك الإفراج عن أسرى، وتسليم الفلسطينيين السيطرة على بعض مناطق (ب) و (ج)، ومواصلة تجميد البناء في المناطق الواقعة خارج الكتل الإستيطانية. كما نقلت عنها أن جولة المفاوضات الحالية تتمحور في الواقع حول السؤال: كيف نجتاز الأيام الأخيرة من أيلول/ سبتمبر [موعد انتهاء سريان تجميد البناء] بسلام؟

وفي أثناء محادثات شرم الشيخ أمس، وبّخ الأميركيون الطرفين [الإسرائيلي والفلسطيني]، وطلبوا منهما بث روح التفاؤل، من أجل عدم التسبب بأجواء سلبية. ولعل هذا ما دفع أعضاء الوفد الإسرائيلي إلى القول، لدى عودتهم إلى البلد أمس، إن الأجواء متفائلة، وإنه يجب الاستمرار في المحادثات واستغلال زخمها.