الانفصال عن المناطق المحتلة يعكس مصلحة إسرائيلية أكيدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       من المعروف أنه في سنة 1947 أقرت الأمم المتحدة أن الشعبين [العربي الفلسطيني واليهودي] يملكان حقوقاً في البلد [فلسطين]، ولذا يجب أن يتقاسماه فيما بينهما [قرار التقسيم]. وبناء على ذلك، فإن أبناء الشعب اليهودي أعلنوا إقامة دولتهم، في حين أن أبناء الشعب الآخر [العربي] أعلنوا حرباً على الدولة اليهودية الوليدة أصبحت نهايتها معروفة.

·       ولا شك في أن ادعاء أبناء الشعب اليهودي الذين لم يخسروا في واقع الأمر حقهم في إقامة دولة خاصة بهم بعد ألفي عام من الشتات، أن أبناء الشعب الآخر خسروا حقهم في إقامة دولة خاصة بهم بعد 62 عاماً، هو ادعاء لا يمكن تبريره، على الرغم من أن هؤلاء هم الذين بادروا إلى شنّ تلك الحرب.

·       في الوقت نفسه، فإن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ سنة 1967 جعل احتمال تقسيم البلد بين الشعبين موضع شك متزايد. ومع ذلك، فإن السؤال الذي يتعين على الإسرائيليين كلهم أن يطرحوه على أنفسهم هو: ما هي مصلحة إسرائيل في المناطق [المحتلة]؟ وعندها، فإن الجواب المترتب على ذلك هو أن الاستيطان في هذه المناطق يهدد صميم وجود دولة إسرائيل باعتبارها دولة قومية للشعب اليهودي، لأنه يتسبب بوضع حدّ للأكثرية اليهودية فيها، فضلاً عن أنه يؤدي إلى تدهور الدولة نحو منزلق غير ديمقراطي نتيجة وجود ثلاثة ملايين شخص من دون أي حقوق في ظل نظام الاحتلال.

·       لقد أدى الاستيطان [في الضفة الغربية] إلى شرخ داخلي كبير في إسرائيل أسفر عن اغتيال رئيس حكومة [يتسحاق رابين]، كما أنه يلقي بظلاله على قدرة أي حكومة على تنفيذ سياسة تتعارض مع وجهة نظر مخالفة لها. من ناحية أخرى، فإن انحسار الطابع الديمقراطي لإسرائيل يتسبب باهتزاز مكانتها الدولية إلى درجة تآكل شرعية وجودها.

·       في ضوء ذلك كله، فإن الانفصال عن المناطق [المحتلة] هو مصلحة إسرائيلية أكيدة، ولا تنطوي على أي "تنازل" للفلسطينيين، ذلك بأن هذا الانفصال يهدف إلى إنقاذ إسرائيل من نفسها، وإلى الحفاظ عليها دولة قومية للشعب اليهودي تعيش في إطار نظام ديمقراطي وتحافظ على قيمها الأساسية.

وإزاء ظهور بوادر مفاوضات سياسية [بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية] بمبادرة من الولايات المتحدة، فإن ناشطي مبادرة جنيف يبذلون كل ما في وسعهم من أجل زيادة احتمالات نجاح هذه المفاوضات بصورة تخدم المصلحة الإسرائيلية الكامنة في إنهاء النزاع. ولعل الهدف الأبرز الذي يسعى هؤلاء الناشطون لتحقيقه هو إقناع الرأي العام في إسرائيل بوجود شريك فلسطيني للتسوية، وأنه لا يجوز إهدار فرصة التوصل إلى سلام معه، ذلك بأن فرصة كهذه ربما لا تتكرر في المستقبل.